للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المعنى وارد في الآية الثانية: (يَنقُضُونَ عَهْدَ الله مِن بَعْد ميثَاقه وَيَقْطعُونَ

مَا أمَرَ اللهُ بِه أن يُوصَلَ) ، حيث قابل بين النقض وَالتوثقَةَ، والقطع

والوصل، وهذه كلها أركان مجازية، فالنقض لا يكون إلا في المركبات

الحسية، وكذلك التوثقة، والقطع لا يكون إلا في المتماسك الحسي وقد

استعمل هنا مراداً به الترك، والوصل صنو القطع، واستعمل هنا في أمر

معنوي هو: الإتيان والفعل.

(ل) الترشيح: وذلك أنه قال: (يَنقُضُونَ عَهْدَ الله) وهو الذي رشح

لإيقاع النقض على العهد، وهو لا يكون إلا في المركب الحسى و " العهد "

معنى من المعاني، فالذي رشح له أنهم يسمون العهد " حبلاً " على سبيل

الاستعارة.

قال الزمخشري: " فإن قلتَ من أين ساغ استعمال النقض فى إبطال العهد؟

قلتُ: من حيث تسميتهم العهد بالحبل على سبيل الاستعارة لا

فيه من إثبات الوصلة بين المتعاهدين "

(م) التسجيع: وهذا ظاهر من فاصلتى الآيتين: (وَمَا يُضِل به إلا

الفَاسقينَ) ، (أولئكَ هُمُ الخَاسِرُونَ) فاتحدت الفاصلتان في حرفَ النون

مسبوقاًََ بحرف مد في الموضعين.

(ن) التذييل: وذلك في قوله تعالى: (أولئكَ هُمُ الخَاسِرُونَ)

فإنه تذييل جاء مؤكداً لما فُهِم من أوصاف الفاسقين.

(س) حسن النسق: حيث جاءت الجمل مترتبة ترتيباً حسناً خالية من

عيوب النظم.

فقد بدأ - سبحانه - بأنه مطلق الإرادة يمثل بما شاء لما شاء.

والناس إزاء هذا التمثيل ضربان: مؤمن مصدِّق، وكافر مستريب، وفي هذا

يضل اللهُ مَن يشاء وهم كثيرون، ويهدي مَن يشاء وهم كثيرون، ثم بيَّن أنه

لا يضل إلا الفاسقين، ثم شرع في بيان صفات الفاسقين فبدأ بنقضهم عهد الله،

<<  <  ج: ص:  >  >>