للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

ولما كان في سنة إحدى وستين وست مئة، نَكَثَ أذفونش الصلح الذي بينهما، وطلب منه أن يعطيه بلاد المراسي، فأبى عليه وبادر بالاستنفار إلى العدو، واستنصر بالمسلمين، فوقعت الضجَّةُ في العدو وجاؤوا عن بَكْرة أبيهم، وابتدروا من كل فج عميق حتى امتلأت الأندلس خيلًا ورجالًا، فشنَّ بهم الغارةَ حتى امتلأت أيديهم سَبْيًا وكُرَاعًا، ودخلوا عدّة قلاع، وكان فتحًا عظيمًا.

وقد كتب المرتضى عمر بن أبي إبراهيم المؤمني إلى ابن نصر هذا يخاطبه بالرئيس، فأخطأ وبئسما فعل، فقال: من عبد الله عمر أمير المؤمنين ابن سيِّدنا الطاهر أبي إبراهيم ابن أمير المؤمنين أيَّدهم الله بنصره إلى الرئيس الأجلّ الأكرم أبي عبد الله بن أبي الحجّاج، أدامَ الله شَرَفه، ووصل مبرَّته، سلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد، فإنّا نحمد الله إليكم الذي لا إله إلّا هو، ونصلِّي على سيدنا محمد نبيِّه وعلى الزوجات، ونسأل الرِّضى عن الإمام المهدي المعلوم، القائم بأمر الله، والداعي على بصيرة إلى سبيل الله، وعن خلفائه الراشدين المجاهدين في تتميم أمره، فإنّا كتبناه كتب الله أمدادًا بالإنجاد والإعانة، وإسعادًا بخيرات الدنيا والديانة، وأن تعلموا أنه تقرَّر لدينا من بَذْلكم الوسع في حياطة من في تلكم الثغور، واجتهادكم بحسب المقدور، ما غرس لكم في النفس ودًّا صريحًا، وأثبت لولايتكم لدينا عقدًا صحيحًا. إلى أن قال: فإنَّ الشيخ القائد أبا عبد الله أبا الشَّوائل، كنا قد خاطبناه قبلُ بالوِفادة على حضرة الموحِّدين أعزهم الله، بمن معه من الفرسان، ووصل إلينا كتابُه يعرِّف بشروعه في ذلك، والتمس منا الشكر لكم، على ما أولَيتُمُوه من حميد

<<  <  ج: ص:  >  >>