وغيرَه، ودرَّس بالجَوْزيّة وبغيرها، وكان جيِّد الإيراد لدرسه يحفظه من ثلاث مرات أو أكثر.
وليَ الجَوْزيّةَ في سنة ست وستين وست مئة، ووليَ القضاء عشرين سنة.
ومن تلامذته ولدُه قاضي القضاة عز الدين، وقاضي القضاة ابن مُسلَّم، والإمام عز الدين محمد ابن العز، والإمام شرف الدين أحمد ابن القاضي، وطائفة.
وسمع منه: المِزِّي، وابن تَيميّة، وابن المُحِبّ، والواني، والعَلائيّ، وابن رافع، وابن خليل، وعددٌ كثير.
وكان مُحِبًّا للرواية، كثير التلاوة، طيِّب الأخلاق، حسن التواضع، صاحب ليل وتهجُّد وصيام وإيثار، وسماح، ولزوم للجماعة لا يُخِلُّ بها.
وكان ضخمًا تامَّ الشكل، أبيض، أشقر، مُنوَّر الشَّيب، حليم النفس، مُنشرِحًا لقضاء الحوائج، ليِّن العَرِيكة، محمودًا في القضاء غاليًا، ولولا القضاءُ لكان كلمةَ إجماع، فالله تعالى يرضى عنه ويُسامحه.
مات فجأةً في ليلة الاثنين الحادي والعشرين من ذي القَعْدة سنة خمس عشرة وسبع مئة بعد أن حَكَم بالجَوْزيّة يوم الأحد وطلع إلى منزله بعد العصر، فعَرَض له تغيُّرُ مزاجٍ من أكل بَسِيسةٍ في يومه بزيتٍ ودِبْس، ثم خارت قُواه بعد المغرب وأخَّر الصلاة، وقال: نويتُ الجمع، فعَبَر إلى الله تعالى قبل العشاء، وكانت جنازته مشهودة.
وكان قد عُزِل من القضاء في سنة تسع بالقاضي شهاب الدين ابن الحافظ، ثمَّ لمَّا قَدِم السلطان من الكرك اجتمع به ورَدَّه إلى المنصب،