للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وكان يقول لنا: سمعتُ من الضِّياء ألف جزء، وكان زوجَ أختي، وقطع لي من عِمامته تخفيفةً.

قال الحافظ عَلَم الدين: سمع أيضًا من إسماعيل بن ظفر، وأحمد بن سلامة، وابن الكريم، والمُؤتمَن بن قُمَيرة، وسمع بنفسه من المُرْسي واليَلْداني، وابن عبد الدائم.

وقرأ كثيرًا، وكتب الطِّباق، وحفظ القرآن، وبرَّز في المذهب، وقرأ طرفًا من العربية، وتعلَّم الفرائض والحساب، وحفظ "الأحكام" لعبد الغني و"المُقنِع"، ودرَّس وأفتى وتصدَّر بالإفادة، ودرَّس بالجَوزيّة بعد العزِّ إبراهيم مشارِكًا لشيخه ابن أبي عمر، ثم لابن شيخه، ثم بعده استَقلَّ بها.

وكان أبيض سمينًا، أزرقَ العين على تعميمته تَرْك تكلُّفٍ، ولا يُجيد تكويرَها. وكان رفيع البِزَّة، فيه دينٌ متينٌ وتمسُّكٌ بمذهب السَّلف، له تهجُّدٌ لا يقطعه.

ثمَّ قال: حدثني من سمعه يقول: لي خمسون سنة ما فاتني الجماعةُ سوى العصر مرةً، وإذا ذكرتُها كأنني ما صلَّيتها. وكان يصوم الأيام البِيض وغيرها، وإلي حُسن أخلاقه المنتهى، لا يعرف الغضب، ولا يَنتهِر أحدًا، ويُصمِّم على مُراده بعملٍ وسُكون، وفيه بِرٌّ بأقاربه ولُطْفٌ بالناس وبالأطفال.

قرأ بالأشرفية بالجبل على ابن سعد، وابن عبد الهادي، وابن الكمال، ثم صار شيخَها مدةً ثم تركها، وصار المدرِّس، ودرَّس بمدرسة جدِّهم، ثم ترك الجَوزيّةَ لولده، فكان يحضر دروسَ ابنه ويدعو للجماعة، وقد ذُكِر للقضاء في حياة الشيخ، ولمّا توفي القاضي نجم الدين كان هو المتعيَّن للقضاء، فسعى طائفة للقاضي شرف الدين حسن، فوليَ ثم لمّا تُوفي في

<<  <  ج: ص:  >  >>