للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

سنة خمس وتسعين وليَ القاضي تقيُّ الدين، فباشَرَ عشرين سنة، وقد أَذِنَ لجماعةٍ في الفتوى وأجلس خَلقًا مع الشُّهود، وكان يفرح لهم بتحصيل الرزق، ويقول: ندخل لإقامة الوظيفة ولأجل الشهود والوكلاء والرَّحّالة.

وحدَّث: أنَّ خاله القاضي نجم الدين ابن راجح تفرَّس فيه وهو صبيٌّ فقال لأخته: إن صار في أصحابنا قاض فابنُك سليمان. وقد حضر درسَ الناصرية مع شيخه بحضور السلطان لما درَّس بها ابنُ سِنِيِّ الدولة في سنة إحدى وخمسين، وإنما حضره أعيانُ الفضلاء، وكان الشيخ الضياء زوجَ خالته، ثم زوج أخته.

أول ما حدَّث في سنة ست وخمسين بـ "الثُّلاثيات" وحدَّث بـ "الصحيح" في سنة ستين.

اغتسل القاضي في بيته في الشتاء يوم الجمعة قبل وفاته بعشرة أيام لانقطاع الحمّامات فثَقُل سمعُه، فحضر المِيعاد يوم السبت، وكان يُسمِع الحديث يوم السبت ويوم الثلاثاء بين الصلاتين، فقال: اليوم سمعي ضعيف، فقرأ عليه الشيخ علمُ الدين جزءًا.

قال عَلَم الدين: قال لي ابنه عز الدين: وَصَفُوا له أشياء، فقال: أتداوى إن شاء الله تعالى بغير هذا؛ وأشار إلى الدُّعاء في السَّحَر، فأصبح وقد طاب سمعُه، فتصدَّق وسُرَّ.

وحكى لي ابنه: أنهم لمّا كانوا على حصار طرابلس، قال : من الساعة إلى يوم الثلاثاء ما يبقى بيننا وبين هؤلاء معاملة، قال: ففُتِحت يوم الثلاثاء.

قال: وحكى التقيُّ عبد الله ابن القاضي شهاب الدين ابن الحافظ: أنَّ

<<  <  ج: ص:  >  >>