للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

العربية، واقتنى الكتب النَّفيسة، وجمع وألَّف، وبَهَرَت معارفُه، وطار صِيتُه.

وشرح كثيرًا من "الترمذي"، ولو كَمُلَ ذلك كان من أنفس الأمَّهات، وعمل "سيرةً نبوية" في سِفرَين، ونَظَمَ كثيرًا من المدائح النبوية.

وكان لا تُمَلُّ مجالستُه لكثرة فوائده، وحُسْن نوادره، وكثرة اطِّلاعه، وصحّة ذِهنه، ولو أَكبَّ على العلم كما ينبغي لشُدَّت إليه الرِّحال.

درَّس وخطب بظاهر القاهرة زمانًا، ووليَ مشيخة الظاهرية بعد ابن الدِّمياطي، وكان بسّامًا كيِّسًا مُعاشِرًا لا يَحمِل همًّا، والله تعالى يغفر لنا وله المِسكينُ.

أَخذ عنه جماعة، وسمعتُ بقراءته وجالستُه مرات وحفظتُ عنه، وأجاز لي.

وممّا قرأتُ بخطِّه، قال: لا يلزمُ من الحُكم بصحَّة سنده؛ يعني خبر عائشة : صمتُ وأفطرتَ، وقصرتَ وأتممتُ، فقال: "أحسنتِ" (١)، قال: لا يلزمُ بصِحَّة سنده وثِقَة رواته، الحكمُ بصحَّته في نفسه، لما قد يَعرِضُ للمتن من الشُّذوذ والنَّكارة ومخالفة الأصول الصحيحة، فكلُّ محكوم بصحَّته تتوقَّفُ صحتُه على صحّة سنده، ولا ينعكس.

قال: وأمّا السؤال عمّا في "الصحيحين": هل هو مقطوعٌ به، أو يفيد الظنَّ؟ فمن المعلوم أن أخبار الآحاد لا تفيدُ إلا الظنَّ، وأن التَّواتُر هو


(١) أخرجه النسائي في "السنن الكبرى" برقم (١٩٢٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>