والوجه الثاني: لا يجوز، لما روى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: (النظر إلى الفرج يورث الطمس) / المهذب للشيرازي ٢: ٣٦، والطمس: العمى، قال اللَّه تعالى: {فَطَمَسْنَا أَعْيُنَهُمْ}، وأصله استئصال أثر الشيء، ومنه: {فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ} وأراد أن الولد يخرج أعمى/ النظم المستعذب ٢: ٣٦. (٢) لقوله تعالى: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (٣٠) وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ} سورة النور: ٣٠ - ٣١. وروت أم سلمة رضي اللَّه عنها قالت: كنت عند رسول اللَّه وعنده ميمونة، فأقبل ابن أم مكتوم، فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: احتجبن عنه؟ فقالت يا رسول اللَّه أليس أعمى لا يبصرنا، ولا يعرفنا؟ فقال: أفعمياوان أنتما؟ أليس تبصرانه/ مختصر سنن أبي داود ٦: ٦٠. وروى علي كرّم اللَّه وجهه أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: أردف الفضل، فاستقبلته جارية من خثعم، فلوى عنق الفضل، فقال أبوه العباس: لويت عنق ابن عمك، قال: رأيت شابًا وشابة فلم آمن الشيطان عليهما/ المهذب ٢: ٣٥. وحديث علي كرّم اللَّه وجهه: أخرجه الترمذي وصححه، ورواه البخاري من حديث عبد اللَّه بن عباس: أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أردف الفضل بن العباس يوم النحر خلفه، وفيه قصة المرأة الخثعمية التي سألت النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- عن أمها التي لم تحج/ المجموع ١٥: ٢٩٢/ صحيح البخاري ١: ٣١٨ - ٣١٩. وحديث أم سلمة: رواه أحمد، وأبو داود، والترمذي، وصححه النسائي، وابن حبان. (٣) يحرم النظر إلى عورة المرأة الأجنبية مطلقًا، وإلى وجهها وكفيها إن خاف فتنة. روضة الطالبين ٧: ٢١.