للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وإن قال: أنت طالق ثلاثًا للسنة، وكانت طاهرًا من غير جماع، طلقت ثلاثًا.

وليس في العدد عندنا سنة، ولا بدعة.

وقال أبو حنيفة: يقع في كل قرء طلقة، فإن كانت من ذوات الشهور، وقع في كل شهر طلقة إلا أن (ينوي في الحال) (١).

ويجوز أن يفوض الطلاق إلى المرأة (٢).

قال الشافعي رحمه اللَّه: ولها أن تطلق نفسها ما لم يفترقا عن


(١) (ينوي في الحال): في أ، جـ وفي ب يتوب في الحال.
(٢) لما روت عائشة رضي اللَّه عنها قالت: لما أمر اللَّه تعالى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بتخيير نسائه بدأ بي فقال: إني مخبرك خبرًا وما أحب أن تصنعي شيئًا حتى تستأمري أبويك، ثم قال: إن اللَّه قال: قل لأزواجك {إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا. .} إلى قوله {مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا} فقلت: أوفي هذا استأمر أبويّ؟ فإني أريد اللَّه ورسوله، والدار الآخرة ثم فعل أزواج النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- ما فعلته)./ المهذب للشيرازي ٢: ٨١ والحديث رواه أصحاب الكتب الستة، وأحمد في مسنده بلفظ (خيرنا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فاخترناه فلم يعدها شيئًا) وفي رواية عندهم إلا أبا داود بلفظ (قالت: لما أمر رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بتخيير أزواجه بدأ بي، فقال: إني ذاكر لك أمر، فلا عليك أن لا تعجلي حتى تستأمري أبويك، قالت: وقد علم أن أبويّ لم يكونا ليأمراني بفراقه. قالت: ثم قال: إن اللَّه عز وجل قال لي: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا} -الآية- {وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ} - الآية- قالت: فقلت: في هذا استأمر أبويّ؟ فإني أريد اللَّه ورسوله والدار الآخرة قالت. ثم فعل أزواج رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- مثل ما فعلت.

<<  <  ج: ص:  >  >>