للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والثاني: أنه (يخير) (١) إذا بلغ.

- فإن قلنا: (لا يخير) (٢)، فهل له أن يتزوج (بنتيها) (٣)؟ فيه ثلاثة أوجه.


(١) (يخير): في ب، جـ وفي أيجبر/ لأن الولد قد يأخذ الشبه بالرضاع في الأخلاق، ويمل طبعه إلى من ارتضع بلبنه، ولهذا روي أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: أنا أفصح العرب ولا فخر، بيد أني من قريش، ونشأت في بني سعد، وارتضعت في بني زهرة/ كشف الخفاء ومزيل الالباس للعجلوني/ ٢٠١، ومجمع الزوائد/ ٢١٨ فائدة: ثبت أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- رضع من ثويبه مولاة أبي لهب أرضعته أيامًا، وأرضعت معه أبا سلمة، عبد اللَّه بن عبد الأشد المخزومي بلبن ابنها مسروح، وأرضعت معهما حمزة بن عبد المطلب، واختلف في إسلامهما - ثم أرضعته حليمة السعدية بلبن ابنها عبد اللَّه أخي أنيسة وجذامة وهي الشيماء أولاد الحرث بن عبد العزى بن رفاعة السعدي، واختلف في إسلام أبويه من الرضاعة، وأرضعت معه ابن عمه أبا سفيان بن الحارث بن عبد المطلب، وكان شديد العداوة لرسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، ثم أسلم عام الفتح وحسن إسلامه، وكان عمه مسترضعًا في بني سعد بن بكر، فأرضعت أمه رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وهو عند أمه حليمة، فكان حمزة رضيع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- من وجهين، من جهة ثويبة، ومن جهة السعدية.
أما حواضنه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فإن أمه آمنة بنت وهب بن عبد مناف ابن زهرة بن كلاب، ومنهن ثويبة، وحليمة، والشيماء ابنتها -وهي أخته من الرضاعة، كانت تحضنه مع أمها، وهي التي قدمت عليه في وفد هوازن، فبسط لها رداءه، وأجلسها عليه رعاية لحقها./ المجموع ١٧: ٦٩ - ٧٠.
ولهذا يقال: يحسن خلق الولد إذا حسن خلق المرضعة، ويسوء خلقه إذا ساء خلقها.
(٢) (لا يخير): في ب، جـ وفي ألا يجبر.
(٣) (بنتيهما): في أ، ب والمهذب وفي جـ ببنتيهما.

<<  <  ج: ص:  >  >>