للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأما الثالث (١): فكلفظ: الصلاة، والصوم، وأمثالِهما، فإن هذه الألفاظ كانت معلومة لهم، ومستعملة عندهم في معانيها المعلومة، ومعانيها الشرعية ما كانت معلومة لهم.

وأما الرابع (٢): فهو كلفظ: الأبِّ، فإنه قيل: إنَّ هذه الكلمة لم تعرفها العرب، ولذلك قال عمر - رضي الله عنه - لما نزل قوله تعالى: {وَفَاكِهَةً وَأَبًّا} (٣) (٤) هذه الفاكهة فما الأبّ؟ (٥) ومعناه كان معلومًا لهم بدليل أن له اسمًا آخر


(١) وهو أن يكون اللفظ معلومًا، والمعنى غير معلوم.
(٢) وهو أن يكون المعنى معلومًا لهم، واللفظ غير معلوم.
(٣) سورة عبس: الآية ٣١.
(٤) في النسخ وردت الآية: "فاكهة وأبًا".
(٥) أخرجه ابن جرير في تفسيره ٣٠/ ٣٨، وابن أبي شيبة في المصنف ١٠/ ٥١٢، والحاكم في المستدرك ٢/ ٥١٤، وقال صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي. ولفظ ابن جرير: "عن أنس قال: قرأ عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: {عَبَسَ وَتَوَلَّى} فلما أتى على هذه الآية: {وَفَاكِهَةً وَأَبًّا} قال: قد عرفنا ما الفاكهة فما الأبّ؟ فقال: لعَمْرُكَ يا ابن الخطاب إن هذا لهو التكلُّف". وقد صحح ابن كثير - رحمه الله - إسنادَ ابن جرير رحمه الله. انظر: تفسير ابن كثير ٤/ ٤٧٣. قال السيوطي في الدر المنثور ٨/ ٤٢١ - ٤٢٢: "أخرجه سعيد بن منصور، وابن جرير، وابن سعد، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن مردويه، والبيهقي في "شعب الإيمان"، والخطيب، والحاكم وصححه عن أنسٍ أن عمر قرأ على المنبر: {فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا (٢٧) وَعِنَبًا وَقَضْبًا} إلى قوله: {وَأَبًّا} قال: كل هذا قد عرفنا فما الأبّ؟ ثم رفع عصا كانت في يده فقال: هذا لعَمْر الله هو التكلف فما عليك أن لا تدري ما الأبّ! اتبعوا ما بُيِّن لكم هداه من الكتاب فاعملوا به، وما لم تعرفوه فكلوه إلى ربه". قال ابن كثير رحمه الله: =

<<  <  ج: ص:  >  >>