للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشيء باسم بعضه، وهو مجاز لغوي اشْتَهَر، وصار بالاشتهار حقيقةً شرعية.

وكذلك الصوم فإنه في اللغة: الإمساك (١)، قال الشاعر:

خَيْلٌ صِيامٌ وَخيلٌ غير صائمة ... تحت العَجاج وأخرى تعلُكُ اللُّجُما (٢)

وفي الشرع: اسم للإمساك، عن الطعام والشراب مع انضمام أمورٍ أُخَر إليه (٣).

وكذا (٤) الحج فإنه في اللغة: القصد (٥)، قال الشاعر:

وأشْهَدَ مِنْ عَوفٍ حُلُولًا كثيرةً ... يَحُجُّونَ سِبَّ الزِّبْرِقانِ المُزَعْفَرا (٦)


(١) انظر: المصباح ١/ ٣٧٧، مادة (صوم).
(٢) قائل هذا البيت هو النابغة الذبياني، كما في اللسان ١٢/ ٣٥١، وفيه: "وصام الفرس صومًا، أي: قام على غير اعتلاف. . . . قال أبو عبيدة: كل مُمسك عن طعام أو كلام أو سيرٍ فهو صائم". والعَجَاج: هو الغبار. انظر: لسان العرب ٢/ ٣١٩، مادة (عجج).
(٣) انظر: التعريفات للجرجاني ص ١١٩، القاموس الفقهي ص ٢١٨.
(٤) في (ت): "وكذلك".
(٥) انظر: المصباح ١/ ١٣٢، مادة (حج).
(٦) قائل هذا البيت هو المُخَبَّل السعدي، كما في اللسان ٢/ ٢٢٦، مادة (حجج)، ومعنى: يحجون، أي: يقصدونه ويزورونه، كذا في اللسان. وقبل هذا البيت:
ألم تَعْلمي يا أُمَّ عَمْرةَ أَنَّني ... تَخَاطَأَنِي رَيْبُ الزَّمان لأَكْبَرَا
قال البغداديُّ في خزانة الأدب ٨/ ٩٩ - ١٠٠: وقوله: "ألم تعلمي" إلخ، قال أبو محمد الأسود الأعرابي: معناه: أنه كره أن يعيش ويعمَّر حتى يرى الزِّبرقان من =

<<  <  ج: ص:  >  >>