للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذكر بعد ذلك شيئًا من حاله، وقال في آخره: وانتهت إليه رياسةُ العلم في القِراءات، والحديث، والأصلَيْن، والفقه.

هذا كلامُ ابن فضل الله، ولا يَخفى ما كان بينه وبين الوالد من الشحناء" (١).

وقد ذكر التاج رحمه الله بعد ذلك ما قاله عن والده الشيخُ الإمام صلاحُ الدين خليل بن أيْبَك الصَّفديُّ في كتابه "أعيان العَصْر"، وهو مِنْ تلامذته، ويحكي ما شاهده لا ما نُقِل إليه، وكلامه لا يَخرج عما قاله التاج، فَرَحم الله الجميع، وحَشَرنا في زمرتهم، ولولا خشية الإطالة لنقلت ما قاله الصفدي، ولكن أكتفي بهذين البيتين اللذَيْن قالهما الصفدي رحمه الله:

يا سَعْدَ هذا الشافعيِّ الذي ... بَلَّغهُ اللهُ تعالى رضاهْ

يَكفيه يومَ الحشرِ أنْ عُدَّ في ... أصحابِه السُّبْكيُّ قاضي القضاهْ (٢)

وقد وضع الأديب الفاضل بدر الدين الحسن بن محمد بن حبيب (٣)


(١) انظر: الطبقات الكبرى ١٠/ ١٤٨ - ١٥٧.
(٢) انظر: أعيان العصر ٣/ ٤١٨، الطبقات الكبرى ١٠/ ١٥٧.
(٣) هكذا ورد اسمه في ترجمة ابن السبكي لوالده، والظاهر أن هذا تصحيف من الناسخ، فإن المذكور هو الحسن بن عمر بن الحسن بن عمر بن حبيب، أبو محمد بدر الدين الدمشقي الأصل الحلبي الشافعي. المسند الأديب، المنشئ المؤرخ. ولد سنة ٧١٠ هـ. قال ابن حجر: "كان فاضلًا كيسًا صحيح النقل". من مصنفاته: "درة الأسلاك في دولة الأتراك" وهو سجع كله، و"نسيم الصبا" في الأدب، و"أسنى المطالب في =

<<  <  ج: ص:  >  >>