للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ} (١) الآية، فإذا أضمرنا فيها: "مُحْدِثين" لا يتجدد في اللفظ مجاز. وكذلك قوله: {فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} (٢) فإذا أضمرنا: "فأفطرتم" لا يتجدد في اللفظ مجاز.

الثالث: أن الكلام في هذه المحتَمِلات إنْ كان في مُطْلَقَاتها وأجناسها، دون أنواعها وأشخاصها - فلا ينبغي أن يُذْكر الإضمار ولا التخصيص؛ لأنهما نوعان للمجاز، فيندرجان تحت مُطَلَقِه كما اندرجت أنواع النقل تحت مطلقه. وعلى هذا تكون الاحتمالات المخلة ثلاثة فقط.

وإنْ كان الكلام في أنواعها دون مطلقاتها وأجناسها - فلا ينحصر في خمسة؛ لأن أنواع المجاز متعددة كما سبق، وقد ذَكَر فيما تقدم اثني عشر نوعًا، وأنواع النقل ثلاثة فهذه خمسة عشر في (٣) اثنين منها (٤)، فَعُلم أن الحصر في الخمسة فاسد.

الرابع: أنَّ مِنْ (٥) جملة الاحتمالات المخلة بالفهم النَّسْخ؛ لأن السامع إذا جَوَّز على حكم اللفظ أنه منسوخ لم يجزم بثبوته. ولم يَذْكره (٦) مع الخمسة، والإمام ذكره بعد ذلك، وزعم أنه مندرج في


(١) سورة المائدة: الآية ٦.
(٢) سورة البقرة: الآية ١٨٤.
(٣) سقطت من (ص).
(٤) أي: من الخمسة، وهما المجاز والنقل.
(٥) سقطت من (ت).
(٦) أي: المصنف.

<<  <  ج: ص:  >  >>