للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من الكلام لا حاصل له، وقد اشتد نكير ابن جني في "سر الصناعة" على مَنْ قال ذلك. فلا فرق بين أن يقول: مسحت رأسي، ومسحت برأسي. والتبعيض يُتَلَقَّى من غير الباء كما ذكرتُه في "الأساليب" (١) انتهى.

قوله: "ونُقِل" أي: احتج مَنْ زعم أنها ليست للتبعيض: بأن أبا الفتح بن جني من أئمة اللغة، وقد اشتد نكيره على مَنْ قال: إنها للتبعيض، وقال: إنه (٢) شيء لا يُعْرف في اللغة.

وأجاب المصنف تبعًا للإمام: بأن ما ذكره ابن جني شهادةٌ على النفي فلا تُقبل (٣).

وهو حَيْدٌ عن سبيل الإنصاف؛ إذِ الواصلُ في فنٍّ إلى نهاياته، والبالغ فيه إلى أقصى غاياته - يُقْبل قوله فيه (٤) نفيًا وإثباتًا. وقد وافق ابنَ جني على ذلك صاحبُ "البسيط" (٥)، فقال: لم يذكر أحدٌ من النحويين أن الباء للتبعيض. وقال بعضهم (٦): لو كانت للتبعيض لقلت: زيد بالقوم، تريد من


= خَلْفٌ نطقت خَلْفًا. عَنِي بالنطق ههنا الضَّرْط". وفي المصباح ١/ ١٩٣: "وقال أبو عبيد في كتاب الأمثال: الخَلْف من القول: هو السقط الرديء، كالخَلْف من الناس".
(١) انظر: البرهان ١/ ١٨٠.
(٢) أي: التبعيض.
(٣) انظر: المحصول ١/ ق ١/ ٥٣٣.
(٤) سقطت من (ت).
(٥) هو السيد ركن الدين حسن بن محمد الإسترابادي الحسيني، توفي سنة ٧١٧ هـ. انظر: كشف الظنون ٢/ ١٣٧٠.
(٦) سقطت من (غ).

<<  <  ج: ص:  >  >>