للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فمن شعره في الغزل:

قلبي مَلَكْتَ فما بِهِ ... مَرْمَىً لواشٍ أو رَقِيبْ

قد حُزْتَ مِنْ أعْشارِهِ ... سَهْمَ المُعَلَّى والرَّقِيبْ (١)

يُحْيِيهِ قُرْبُكَ إنْ مَنَنْـ ... ـتَ به ولَوْ مِقْدارَ قِيبْ (٢)

يا مُتْلِفِي بِبعادِهِ ... عَنِّي أما خِفْتَ الرَّقِيبْ (٣)


= قال الأذرعيّ: الذي يجب القطع به أن تسمية مَن لا يدري مَنْ هي، وذِكْرُ محاسنها الظاهرة، والشوقُ والمحبةُ مِنْ غير فُحْشٍ ولا ريبةٍ لا يقدح في قائله، ولا يتحقَّقُ فيه خلاف، ومن ذلك تعارض الشعراء على ذكر ليلى وسَلْمى وسُعْدى والرَّباب وهند، وغير ذلك". كفَّ الرعاع عن محرّمات اللهو والسماع ص ٢٧٥ (المطبوع مع الزواجر). ثم ذكر الهيتمي - رحمه الله - نقلًا عن النووي - رحمه الله - أن المساجد لا يجوز فيها مطلقًا إنشاد الأشعار التي فيها صفة الخمر، أو ذكر النساء، أو المرد. يعني: ولو كانت لامرأة غير معينةٍ أو أمردٍ غير معين؛ لحرمة المساجد. انظر: كف الرعاع ص ٢٧٦.
(١) سهم المُعَلَّى والرقيب سهمان لقداح المَيْسِر، فللمُعَلَّى سبعة أنصباء، وللرقيب ثلاثة، فإذا فاز الرجل بهما غلب على جَزُور (أي: جمل) الميسِر كلِّها، ولم يطمع غيرُه في شيء منها، وهي (أي: جزور الميسر) تُقْسَمِ على عشَرة أجزاء. والمعنى: أن هذا الحبيب ضَرَب بسهامه على قلبي فخرج له السهمان اللذان يحوز لهما كل أعشار القلب، فغلبني على قلبي كلِّه، وفتنَنِي فملكني. انظر: لسان العرب ٤/ ٥٧٣، مادة (عشر)، ١/ ٤٢٥، مادة (رقب).
(٢) في اللسان ١/ ٦٩٣، مادة (قوب): "القاب: ما بين المَقْبِضِ والسِّيةِ، ولكل قوس قابان وهما بين المَقْبِضِ، والسِّيَة. والقاب والقيب بمعنى واحد، كما هو ظاهر كلام صاحب اللسان في الصفحة المذكورة.
(٣) انظر: الطبقات الكبرى ١٠/ ١٧٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>