للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن شعره في الغزل ما قاله في مَطْلع قصيدته في الشِّطْرَنج (١) حيث يقول ابنه التاج رحمه الله: "أنشدنا الشيخُ الإمام لنفسه قصيدتَه التي نظمها في الشِّطْرَنج، عند اقتراح الشيخ أبي حَيَّانَ ذلك على أهل العصر، على زِنَةٍ خاصة، ومن نبأ ذلك أن أبا حيان اقترح أن يَنْظِم الشعراء على عَرُوض قول ابن حَزْمُون (٢) وقافيةِ قولهِ:

إليك إمامَ الخَلْقِ جُبْتُ المَفاوِزَا ... وخَلَّفْتُ خَلْفِي صِبْيَةً وعَجائِزَا

وشَرَط أبو حَيَّان على مَنْ عارَضه أن يتغَزَّل، ثم يذكر الغرضَ ثانيًا، ثم يمدحه ثالثًا.

فمَطْلَع قصيدة الشيخ الإمام:

أخا العَذْلِ لا تُفْرِطْ وكُنْ مُتَجاوِزَا ... فما كُلُّ عَذْلٍ في المحبَّةِ جائِزَا

ولا كُلُّ ذي وَجْدٍ يُطِيقُ احتمالَهُ (٣) ... وإن كان ذا أيدٍ (٤) شديدًا مُبَارِزَا

ولا كُلُّ صَبٍّ (٥) يَحْسَبُ الغَيَّ رُشْدَهُ ... وكيف ومِثْلِي مَنْ يَفكُّ المَرامِزَا


(١) في المصباح ١/ ٣٣٥: "الشطرنج: مُعَرَّبٌ، بالفتح، وقيل بالكسر، وهو المختار. قال ابن الجواليقي في كتاب ما تلحن فيه العامة: ومما يكسر والعامَّةُ تفتحه أو تضمه وهو الشطرنج، بكسر الشين، قالوا: وإنما كُسِر ليكون نظير الأوزان العربية، مثل: جِرْدَحْل، إذ ليس في الأبنية العربية فَعلَل بالفتح، حتى يُحمل عليه".
(٢) هو علي بن حزمون، أو الحسن.
انظر: المعجب ص ٣٧٠، والمغرب ٢/ ٢١٤.
(٣) الوَجْد: الحب. انظر: القاموس ١/ ٣٤٣، مادة (وجد)، والمعنى: ليس كل ذي حبٍّ يُطيق احتمال العَذْل، أي اللوم.
(٤) الأَيْد: القوة. انظر القاموس ١/ ٢٧٥، مادة (آد).
(٥) الصَّبابة: الشَّوْق. وقيل: رقته وحرارته. وصَبَبْتُ إليه صَبابةً فأنا صَبٌّ، أي: عاشق مشتاق. انظر لسان العرب ١/ ٥١٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>