للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أما نظمه في نصائح أبنائه فهي بديعة مفيدة، وما أحوجنا إليها، فمن ذلك قصيدته التي يخاطب بها ابنه الأكبر أبا بكرٍ محمدًا (١) رحمه الله، وهي طويلة، منها:

أَبُنَيَّ لا تُهْمِلْ نَصِيحَتِيَ التي ... أوصيكَ واسْمَعْ مِنْ مقالي تَرْشُدِ

احفظ كتاب الله والسُّنَنَ التي ... صَحَّتْ وفِقْه الشافعيِّ محمَّدِ

واعلمْ أصولَ الفقه عِلْمًا مُحْكَمًا ... يَهْدِيكَ للبحثِ الصحيحِ الأيِّدِ

وتَعَلَّمِ النحوَ الذي يُدْنِي الفَتَى ... من كلِّ فَهْمٍ في القُرَانِ مُسَدَّدِ

واسلك سبيلَ الشافعي ومالكٍ ... وأبي حنيفة في العُلومِ وأحمدِ

وطريقةَ الشيخ الجُنَيْدِ وصَحْبِهِ ... والسالكينَ طريقَهُمْ بِهِمُ اقْتَدِ

واتْبَعْ طريقَ المصطفى في كلِّ ما ... تأتي به من كلِّ أمرٍ تَسْعَدِ (٢)


(١) يقول الشيخ محمد الصادق حسين عن محمد بن علي رحمهم الله تعالى: هو أكبر أولاد علي بن عبد الكافي، لكنه مات قبل أن يكون له شأن، ولم نقف على شيءٍ من أخباره سوى ما جاء في الطبقات الكبرى عَرَضًا في ترجمة علي بن عبد الكافي من أن محمدًا هذا كان أكبر أبناء أبيه، وإن أباه خاطبه بقصيدة فيها نصحٌ وإرشادٌ إلى ما يجب عليه من العناية بالدراسة العلمية والصوفية. . . الخ .. اهـ. انظر: البيت السبكي ص ٦٥ - ٦٦.
(٢) انظر هذا البيت، لتعلم أن هذا الإمام وأمثاله من أهل التصوف السني لا البدعي، والعبرة بالحقائق لا بالأسماء، والكلام في هذا كثير طويل، وكتب التراجم لأئمة الحديث والجرح والتعديل طافحة بالثناء على جملة من المشهورين بالتصوف، ونسبتهم للسنة، وحسبك بالذهبي، وابن كثير، وابن رجب، وابن العماد الحنبلي، وغيرهم، ومَنْ شك فليراجع. يقول الإمام الذهبي - رحمه الله - في سير أعلام النبلاء ١٥/ ٤١٠: "فإنما التصوف والتألُّه والسُّلوك والسَّيْر والمحبة ما جاء عن أصحاب =

<<  <  ج: ص:  >  >>