للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إذ (١) كان فرعون في تلك الحالة أعلا رتبة منهم، وقد جعلهم آمرين له. وانتفاء الاستعلاء؛ إذ لم يكونوا مستعلين عليه، والأصل في الإطلاق الحقيقة، فدل ذلك على عدم اعتبار كل واحدٍ من العلو والاستعلاء.

ومما يدل على ذلك قول عمرو بن العاص لمعاوية رضي الله عنهما:

أمرتك أمرًا جازمًا فعصيتني ... وكان من التوفيق قتلُ ابن هاشم (٢)

وابن هاشم هذا: رجل من بني هاشم، خرج من العراق على معاوية - رضي الله عنه -، فأمسكه فأشار عليه عمرو بقتله، فخالفه معاوية لشدة حلمه وكثرة عفوه، فأطلقه (٣)، فخرج عليه مرة أخرى، فأنشده عمرو البيت في ذلك، لا في علي - رضي الله عنه -، وإنما نبهنا على ذلك مخافة أن يتوهمه متوهم.

وقال دُرَيْد بن الصِّمَّة (٤) لنظرائه ولمن هو فوقه:

أمَرْتُهُمُ أَمْري بمُنْعَرَجِ اللِّوَى ... (وهل يُستبان الرشدُ) (٥) إلا ضُحَى الغدِ (٦)


(١) في (ص): "إذا". وهو خطأ.
(٢) انظر: المحصول ١/ ق ٢/ ٤٦، نهاية الوصول ٣/ ٨٤٣.
(٣) في (غ)، و (ك): "وأطلقه".
(٤) هو دريد بن الصمة، من جُشَم بن معاوية بن بكر بن هوازن. وكان دريد من فخذٍ من جشم يقال لهم: بنو غَزِيَّة. وهو أحد الشجعان المشهورين، وذوي الرأي في الجاهلية. وشهد يوم حُنَيْن مع هوازن وهو شيخ كبير ناهز مائتي سنة، وقتل يومئذٍ فيمن قتل من المشركين. انظر: الشعر والشعراء ٢/ ٧٤٩، مع تعليق أحمد شاكر.
(٥) في "الشعر والشعراء"، و"الأصمعيات": "فلم يَسْتَبِينُوا الرُّشْدَ".
(٦) بعد هذا البيت:
فلما عَصَوْني كنتُ مِنهُمْ وقد أَرَى ... غَوَايَتَهُمْ وأنني غَيْرُ مُهْتَدِي =

<<  <  ج: ص:  >  >>