للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبو داود عن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه -، وإسناده حسن. انظر: فيض القدير شرح الجامع الصغير ٢/ ٥٢٩ وماذا بعد إهانة العلماء إلا سيادة الجهال، وماذا بعد سيادة الجهال إلا ضياع الملة والدين، وماذا بعد ضياع الملة والدين إلا هدم منار الأرض وهلاك الحرث والنسل، نسأل الله السلامة.

وقبل أن أُورد قصيدة السبكي - رحمه الله - أذكر سببها، فهو ظريف لطيف، وفيه كرامة تحقَّقَت للتقي رحمه الله. يقول التاج رحمه الله:

"نقلتُ من خط أخي شيخنا شيخ الإسلام أبي حامدٍ أحمد (١)، سلمه الله تعالى أن الوالد أنشد هذه الأبيات حين أُخِذت منه مشيخة جامع طُولُون، في سنة تسعَ عشرةَ، وأن والدتَه الجدَّةَ ناصرِيّة أَسِفَتْ عليه، وكان ذلك بعد ولادة الأخ أبي حامد، قال فكان الوالدُ يقول لها: يا أمُّ، وما أدراكِ أن هذا الميعادَ يعود، ويكون رزقَ هذا المولود، فعاد إليه في سنة سبعٍ وعشرين، واستمر بيده إلى سنة تسعٍ وثلاثين، لما وَلِيَ قضاء الشام، واستمر باسم الأخ أبي حامد، وهو الآن بيده، جَعَله الله كلمةً باقيةً في عَقِبِه" (٢).


(١) هو أحمد بن علي بن عبد الكافي السبكي، أبو حامد بهاء الدين. ولد سنة ٧١٩ هـ قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: "كانت له اليد الطولى في علوم اللسان العربي والمعاني والبيان، وله "عروس الأفراح شرح تلخيص المفتاح" أبان فيه عن سعة دائرةٍ في الفن. . وكان أديبًا فاضلًا متعبِّدًا كثير الصدقة والحج والمجاورة، سريع الدمعة". توفي مجاورًا بمكة سنة ٧٧٣ هـ.
انظر: الدرر ١/ ٢١٠، البدر ١/ ٨٢.
(٢) انظر: الطبقات الكبرى ١٠/ ١٨١.

<<  <  ج: ص:  >  >>