للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التهديد: هو التخويف (١)، والإنذار: هو الإبلاغ، لكن لا يكون إلا في التخويف (٢). فقوله تعالى: {قُلْ تَمَتَّعُوا} أمرٌ بإبلاغ هذا الكلام المَخُوف الذي عبَّر عنه بالأمر (٣).

وقال صفي الدين الهندي وغيره: "الفرق بينهما أن الإنذار يجب أن يكون مقرونًا بالوعيد، كما في الآية المذكورة، والتهديد لا يجب فيه ذلك، بل قد يكون مقرونًا وقد لا يكون" (٤).

وقيل في الفرق بينهما: إن التهديد في العرف أبلغ في (٥) الوعيد والغضبُ من (٦) الإنذار. وكلها فروق صحيحة (٧).

والعلاقة بين (التهديد والوجوب) (٨) المضادة؛ لأن المهدَّد عليه إما حرام أو مكروه، كذا قيل (٩). وعندي أن المُهَدَّد عليه لا يكون إلا حرامًا،


(١) انظر: لسان العرب ٣/ ٤٣٣، مادة (هدد).
(٢) انظر: الصحاح ٢/ ٨٢٥، مادة (نذر).
(٣) وهو قوله: {تَمَتَّعُوا}.
(٤) انظر: نهاية الوصول ٣/ ٨٤٨.
(٥) في (ت)، و (ص)، و (غ): "من". وهو خطأ.
(٦) في (ك): "في". وهو خطأ.
(٧) انظر: البحر المحيط ٣/ ٢٢٧، نهاية الوصول ٣/ ٨٤٨، شرح الكوكب ٣/ ٢٤، ٢٥، نفائس الأصول ٣/ ١١٨١.
(٨) في (ت): "الوجوب والتهديد".
(٩) انظر: حاشية البناني على المحلي ١/ ٣٧٢, نهاية السول ٢/ ٢٤٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>