للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكذلك الإنذار (١)، وكيف وهو مقترن بالوعيد! بل قد ذهب قوم إلى أن الكبائر: هي المُتَوَعَّدُ عليها (٢).

السادس: الامتنان: {كُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ} (٣)، والفرق بينه وبين الإباحة أن الإباحة مجرد إذن، وأنه لا بد من اقتران الامتنان بذكر احتياج الخلق إليه، وعدم قدرتهم عليه، ونحو ذلك (٤)، كالتعرض في هذه الآية إلى أن الله تعالى هو الذي رزقه. والعلاقة بين الامتنان والوجوب المشابهة في الإذن؛ إذِ الممنون لا يكون إلا مأذونًا فيه (٥).

السابع: الإكرام: {ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آمِنِينَ} (٦)، فإن قرينة قوله: {بِسَلَامٍ آمِنِينَ} يدل عليه (٧). والعلاقة أيضًا الإذن.


(١) كأن الشارح رحمه الله تعالى يرد على صفي الدين الهندي الذي جعل الإنذار = = قد يكون ظاهره التحريم، وقد لا يكون. وتابعه على ذلك الزركشي. انظر: نهاية الوصول ٣/ ٨٤٨، البحر المحيط ٣/ ٢٧٧.
(٢) انظر: الزواجر عن اقتراف الكبائر ١/ ٥.
(٣) سورة الأنعام: الآية ١٤٢.
(٤) انظر: نهاية السول ٢/ ٢٤٨، شرح المحلي على الجمع ١/ ٣٧٣، شرح الكوكب ٣/ ٢٢، فواتح الرحموت ١/ ٣٧٢.
(٥) انظر: نهاية السول ٢/ ٢٤٨، شرح الكوكب ٣/ ٢٢.
(٦) سورة الحجر: الآية ٤٦.
(٧) أي: على الإكرام في قوله: {ادْخُلُوهَا}.

<<  <  ج: ص:  >  >>