للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الثامن: التسخير (١)، مثل: {كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ} (٢) والفرق بينه وبين التكوين أن التكوين: سرعة الوجود عن (٣) العلم، وليس فيه (٤) انتقال إلى حالة ممتهنة، بخلاف التسخير فإنه لغة: الذِّلة والامتهان في العمل.

والعلاقة فيه وفي التكوين المشابهة المعنوية وهي تَحَتُّمُ الوقوع.

وقد سمى الشيخ أبو إسحاق الشيرازي وإمام الحرمين هذا النوع (٥) بالتكوين (٦).


(١) قال الإسنوي: "التسخير: هو الانتقال إلى حالة ممتهنة؛ إذ التسخير لغة: هو الذلة والامتهان في العمل. ومنه قوله تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا} أي: ذلَّله لنا لنركبه، وقولهم: فلان سخره السلطان. والباري تعالى خاطبهم بذلك في معرض التذليل". نهاية السول ٢/ ٢٤٨. فائدة: قال البناني عن هذا النوع في حاشيته على شرح المحلي ١/ ٣٧٣: "اعترض بأن اللائق تسميته سخرية - بكسر السين وضمها - لا تسخيرًا؛ فإن التسخير نعمة وإكرام، قال الله تعالى: {وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ}. وجوابه: أن التسخير كما يستعمل في الإكرام كذلك يستعمل في التذليل والامتهان".
(٢) سورة البقرة: الآية ٦٥.
(٣) عن بمعنى: بَعْد. انظر: حاشية البناني على شرح المحلي ١/ ٣٧٣.
(٤) في (ص): "فيها". وهو خطأ.
(٥) في (ص): "القسم".
(٦) انظر: شرح اللمع ١/ ١٩١, البرهان ١/ ٣١٥. ملاحظة: الذي في النسخة المحققة للبرهان: وترد بمعنى التعجيز، كقوله تعالى: {كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ}. اهـ. وكَتَبَ المحقق د. عبد العظيم الديب، في الهامش معلِّقًا على كلمة "التعجيز": "ع، ت: التكوين". والذي في الهامش هو الصواب، وكلمة "التعجيز" التي وضعها المحقق في أصل الصفحة خطأ، ويدل على ذلك أن المعنى لا يستقيم؛ إذ ليس المقصود تعجيزَهم، فإن المقام ليس مقام تعجيز وتحدٍ، بل المقصود إهانتهم ونقلهم إلى حالة =

<<  <  ج: ص:  >  >>