للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الرابع عشر: الاحتقار، كقوله تعالى حكايةً عن موسى عليه السلام يخاطب السحرة: {أَلْقُوا} (١)، يعني: أن السحر وإنْ عَظُم ففي مقابلة ما أتى به موسى عليه السلام حقير.

والفرق بينه وبين الإهانة أن الإهانة: إنما تكون بالقول أو الفعل، أو بتركهما (٢) دون مجرد الاعتقاد. والاحتقار: إما مختص بمجرد الاعتقاد (٣)، أو لا بد فيه من الاعتقاد (٤)، بدليل أنَّ من اعتقد في شيء أنه لا يُعبأ به ولا يُلتفت إليه يقال: إنه احتقره (٥)، ولا يقال: إنه (٦) أهانه، ما


= وبعده بيت آخر:
ولم تَدْرِ بَعْدَ ذَهَابِ الرُّقا ... دِ ما صَنَع الدَّمْعُ مِنْ ناظِري
انظر: دلائل الإعجاز ص ٤٩٢، شرح الكوكب المنير ٣/ ٢٩.
(١) سورة الشعراء: الآية ٤٣. وفي النسخ: "بل ألقوا ما أنتم ملقون". وهو خطأ؛ إذ ليس في القرآن آية بهذا الترتيب.
(٢) أي: ترك قول، أو ترك فعل، كترك إجابته والقيام له عند سبق عادته. انظر: نهاية السول ٢/ ٢٥٠.
(٣) سقطت من (ت).
(٤) أي: لا بد من الاعتقاد إذا كان الاحتقار مع القول أو الفعل، فالاحتقار لا يتحقق إلا بالاعتقاد، سواء كان الاحتقار مع القول والفعل، أو بدونهما. ومقتضى هذا التفريق أن يكون الاحتقار أعم مطلقًا من الإهانة، فكل إهانة احتقار دون العكس. انظر: حاشية البناني على المحلي ١/ ٣٧٤.
(٥) في (ت): "أحقره".
(٦) سقطت من (ص)، و (غ)، و (ك).

<<  <  ج: ص:  >  >>