للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا} (١) (٢).

الثالث عشر: التمني، مثل قول امرئ القيس (٣):

ألا أيها الليلُ الطويلُ ألا انجلي ... (بصبح وما الإصباحُ فيك بأمثلِ) (٤) (٥)

وقد يقال: لِمَ جعل المصنف هذا الشاعر متمنيًا ولم يجعله مترجّيًا، مع أن التمنّي مختصّ بالمستحيل، وانجلاء الليل غير مستحيل؟

والجواب: أن المحب ينزل ليلَه لِطُوله منزلةَ ما يستحيل انجلاؤه، ولهذا قال الشاعر:

وليل المحب بلا آخر (٦)


(١) سورة الأعراف: الآية ٨٩.
(٢) قال الإسنوي: "والعلاقة فيه وفيما بعده ما عدا الأخير هو الطلب، وقد تقدم لبعضها علاقة أخرى". نهاية السول ٢/ ٢٤٩.
(٣) هو امْرُؤُ القيس بن حُجْر الكِنْديّ، الشاعر الجاهليّ المشهور. كان في زمان كسرى أنُو شَروانَ ملك الفرس، وبين ولاية أنو شروان ومولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم أربعون سنة. قال ابن قتيبة: "كأنه وُلد لثلاثِ سنينَ خَلَتْ من ولاية هرمز بن كسرى". قال لبيد بن ربيعة: أشعر الناس ذو القُرُوح. يعني امرأ القيس. وذكره عمر - رضي الله عنه - فقال: "سابق الشعراء، خَسَفَ لهم عَيْنَ الشعر". أي: ذلَّل لهم طريق الشعر وبَصَّرهم بمعانيه، وفَنَّن أنواعه وقَصَّده، فاحتذى الشعراء على مثاله. انظر: الشعر والشعراء ١/ ١٠٥ - ١٣٦.
(٤) لم يرد في (ص)، و (ك)، و (غ).
(٥) ذكر الزوزني أن في هذا الشطر روايتين: بصبح وما الإصباح منك بأمثل. بصبح وما الإصباح فيك بأفضل انظر: شرح الزوزني للمعلقات السبع ص ٢٧.
(٦) هذا عجز بيت لخالد الكاتب صَدْرُه:
رَقَدْتَ ولم تَرْثِ للسَّاهِرِ ... . . . . . . . . . . . . . =

<<  <  ج: ص:  >  >>