للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

استحييت (١) منه لو اطُّلِع عليه فلا تفعله، وإن لم تستح فاصنع ما شئت مِنْ هذا الجنس (٢). وعلى هذا التفسير يحتاج هذا القِسْم إلى مثال (٣)، وأمثلته كثيرة (٤).

قوله: "وعكسه"، أي: قد يستعمل الخبر ويراد به الأمر، مثل قوله تعالى: {وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ} (٥)، المعنى والله أعلم: ليرضع الوالدات أولادهن. وهذا (٦) أبلغ من عكسه (٧)؛ لأن الناطق بالخبر مريدًا به


(١) في (ص)، و (غ)، و (ك): "استحيت".
(٢) يعني هذا الحديث على تفسير الشيخ عز الدين رحمه الله تعالى ليس من قسم الخبر، بل هو إما تهكم، فيكون داخلًا في القسم العاشر هنا: وهو الإهانة؛ لأن التهكم من الإهانة. قال القرافي عن قوله تعالى: {ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ}: "قال جماعة: هذا يُسمى التهكم، وضابطه: أن يؤتى بلفظٍ دالٍّ على الخير والكرامة، والمراد ضد ذلك. كقوله تعالى: {هَذَا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ}، والنزل: ما يصنع للضيف عند نزوله". نفائس الأصول ٣/ ١١٨٢، ١١٨٣. أو أن معنى الحديث: انظر إلى ما تريد أن تفعله، فإن كان مما لا يُسْتحى منه فافعله، وإن كان مما يستحى منه فدعه. انظر: معاني هذا الحديث في فتح الباري ٦/ ٥٢٣، جامع العلوم والحكم ص ١٨٨.
(٣) أي: على تفسير الشيخ عز الدين يحتاج قسم الخبر إلى مثالٍ آخر.
(٤) نحو قوله تعالى: {فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا}، وقوله تعالى: {فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَنُ مَدًّا}، وقوله تعالى: {وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ}، وقوله تعالى: {أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ}. انظر: شرح الكوكب ٣/ ٣١، نفائس الأصول ٣/ ١١٨٦.
(٥) سورة البقرة: الآية ٢٣٣.
(٦) في (ت): "وهو".
(٧) أي: الخبر الذي يراد به الأمر أبلغ من الأمر الذي يراد به الخبر.

<<  <  ج: ص:  >  >>