للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يفعلون ما يؤمرون، وكان (١) قوله: {وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} تكريرًا.

أجاب عنه: بأن التكرار إنما (يلزم أن لو) (٢) كان: {لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} بالنسبة إلى زمان واحد (٣)، وليس كذلك، بل لا يعصون للزمان الماضي والحال؛ لقرينة قوله: {مَا أَمَرَهُمْ}، {وَيَفْعَلُونَ} للمستقبل؛ لقرينة قوله: {مَا يُؤْمَرُونَ}، فتقدير الآية: {لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ} في الماضي والحال، ويفعلون ما يأمرهم به في المستقبل. هذا تقرير الاعتراض وجوابه.

وهنا مناقشتان:

إحداهما: في قوله: "لو كان العصيانُ تَرْكَ الأمر"؛ وذلك لأن (٤) النزاع إنما هو في أن تارك الأمر عاصٍ أمْ لا؟ لا في أن العصيان هل هو ترك الأمر أم لا؟ وكيف يقال ذلك والعصيان قد يقع بترك الفعل الذي يجب اتباعه (٥)! فكان الصواب أن يقول: قيل: لو كان تارك الأمر عاصيًا.

والثانية: قوله: معنى الآية: {لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ} (٦) في الماضي،


(١) في (ت)، و (غ)، و (ك): "فكان".
(٢) في (غ): "يلزم لو".
(٣) سقطت من (ت).
(٤) في (ت): "أن".
(٥) فالعصيان قد يكون بترك الأمر، وقد يكون بترك الفعل الواجب اتباعه، وقد يكون بارتكاب النهي وغير ذلك. انظر: نهاية السول ٢/ ٢٦١.
(٦) سورة التحريم: الآية ٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>