للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كقول الطبيب للمريض الذي يشرب (١) الدواء: لا تشرب الماء، ولا تأكل اللحم. أي: في هذه الساعة. ويرد للتكرار مثل: {وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا} (٢)، فوجب جَعْلُه حقيقةً في القدر المشترك (٣).

وأما الآمدي: فإنه قال: "اتفق العقلاءُ على أنَّ النهي يقتضي الانتهاء عن المنهي عنه دائمًا، خلافًا لبعض الشَّاذِّين" (٤).

وزعم ابن بَرْهان - كما نقله عنه الأصفهاني - انعقادَ الإجماع عليه، وهذا ما جزم به الشيخ أبو إسحاق قي "شرح اللمع" (٥)، وهو المختار عند ابن الحاجب (٦).

ونحن نوافق القائلين بأنه للتكرار في المعنى دون العبارة، فنقول: إذا قلتَ مثلًا: لا تضرب - فلا ريب أنك (٧) منعت المكلَّف من إدخال ماهية الضرب في الوجود، ولا يحصل ذلك إلا بالامتناع عن إدخال كل الأفراد، ولا يتحقق الامتثال إلا بالامتناع؛ فكان التكرار من لوازم الامتثال، لا مِنْ مدلول اللفظ. وينبغي أن يُرَدَّ (٨) كلام القائل: بأنه


(١) في (غ)، و (ك): "شرب".
(٢) سورة الإسراء: الآية ٣٢.
(٣) انظر: المحصول ١/ ق ٢/ ٤٧٠، ٤٧١.
(٤) انظر: الإحكام ٢/ ١٩٤.
(٥) انظر: شرح اللمع ١/ ٢٩٤، ٢٩٥.
(٦) انظر: بيان المختصر ٢/ ١٠١.
(٧) في (غ)، و (ك): "في أنك".
(٨) أي: يُحْمل.

<<  <  ج: ص:  >  >>