للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تقول: متى تقم أقم.

فإن قلت: قد جعلتم هذه الصيغ للعموم في الأصول، وخالفتم ذلك في الفروع، بدليل أنَّ مَنْ قال لامرأته: متى قمتِ (أو حيث قمت أو أيْن قمتِ) (١) فأنتِ طالق - لا يقع عليه (٢) إلا واحدة، ومُقْتضى (٣) ما قررتم تكرارُ الوقوع بتكرار القيام، كما لو قال: "كلما".

قلتُ: ليس مِنْ لازم العموم التكرار، وإنما هو زمانٌ متسعٌ لا يختص الطلاق بأوله ولا بآخره، (بل أيّ جزء كان منه) (٤) كفى. وأما التكرار في "كلما" فلخصوصية "كل" لدلالتها على كل فرد فردٍ، فيتعلق (٥) به الحكم، وليس ذلك في شيء من صيغ العموم غيرها.

وهنا مهمات: نَبّه عليها والدي - أطال الله بقاه - في كتابه الموضوع في "أحكام كل"، وهو كتاب جليل، ونحن نورد هنا مما يتعلق (٦) به صنعة الأصولي (٧) منها ما يتهذب به (٨) النظر، فنقول: أطلق الأصوليون هذه


(١) في (ص): "أو حيث أو أَنَّى قمت".
(٢) في (ت)، و (ك): "عليها".
(٣) في (ص): "ويقتضي".
(٤) في (ص): "بل أي حركات".
(٥) في (غ): "فتعلَّق" وفي (غ)، و (ك): "تعلق".
(٦) في (ت): "تتعلق".
(٧) في (ص): "الأصول".
(٨) سقطت من (ت).

<<  <  ج: ص:  >  >>