للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الصيغ وأن مدلولها كل فردٍ، فأما "كل" فلا تدخل إلا على ذي جزئيات، أو أجزاء، ومدلولها في الموضعين الإحاطةُ بكل فرد من الجزئيات (أو الأجزاء) (١)، وقد (٢) تضاف لفظًا إلى نكرة مثل (٣): {كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ} (٤)، و {وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ} (٥)، {وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ} (٦) (٧). وقال (٨) لبيد (٩):


(١) سقطت من (ت).
(٢) في (ص): "أوقد". وهو خطأ.
(٣) في (ك): "نحو".
(٤) سورة الطور: الآية ٢١.
(٥) سورة القمر: الآية ٥٢.
(٦) سورة الإسراء: الآية ١٣.
(٧) وكقوله تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ}. وقوله: {كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ}. انظر: شرح المحلي على الجمع ١/ ٣٤٩، البحر المحيط ٤/ ٨٥.
(٨) في (ت): "وقول".
(٩) هو لَبيد بن ربيعة بن عامر بن مالك الكلابيّ الجعفريّ، أبو عقيل الشاعر المشهور. كان فارسًا شجاعًا شاعرًا سخيًا، قال الشعر في الجاهلية دهرًا وهو من فحول الشعراء، ثم أسلم سنةَ وَفَد قومُه بنو جعفر على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. ولما كتب عمر - رضى الله عنه - إلى عامله بالكوفة: سل لبيدًا والأغلبَ العجليَّ ما أحدثا مِنَ الشعر في الإسلام. فقال لبيد: أبدلني الله بالشعر سورةَ البقرة وآلِ عمران. فزاد عمر في عطائه. ويقال: إنه ما قال في الإسلام إلا بيتًا واحدًا:
ما عاتب المرءَ اللبيبَ كنفسه ... والمرء يُصلحه الجليسُ الصالحُ
ويُقال: بل قوله:
الحمد لله إذ لم يأتني أجلي ... حتى لَبِستُ من الإسلام سِرْبالا
مات بالكوفة سنة (٤١) هـ، وصَحَّح ابن الأثير أنه مات في خلافة عثمان رضي الله عنه، وقيل غير ذلك. وهو أحد المُعَمَّرِين كان عمره (١٤٥) سنة عاش منها في =

<<  <  ج: ص:  >  >>