للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جائع إلا مَنْ أطعمته فاستطعموني أُطْعِمْكم) (١)، يا عبادي كلكم عارٍ إلا مَنْ كسوته فاستكسوني أكْسُكم" (٢)، وكلام أكثر الأصوليين يقتضي أن كلًا في هذه الحالة مثلها حالة الإضافة إلى نكرة في الدلالة على كل فرد، واقتضى كلام بعض الأصوليين وابن مالك من النحاة أن مدلولها في هذه الحالة (٣) المجموع (٤). قال (الشيخ الإمام) (٥) والدي أطال (٦) الله بقاه: والذي يظهر أنها إذا أضيفت إلى معرفة فإن كان مفردًا كانت لاستغراق أجزائه، ويلزم منه المجموع، ولذلك يصدق قولنا: كل رمان مأكول. ولا يصدق: كل الرمان مأكول؛ لدخول قِشْره (٧). وبعبارة أخرى يصدق قول (٨): كلُّ رجلٍ مضروب - إذا ضربت كل واحدٍ


(١) سقطت من (ت).
(٢) أخرجه مسلم في صحيحه ٤/ ١٩٩٤، كتاب البر والصلة والآداب، باب تحريم الظلم، رقم ٢٥٧٧.
(٣) أي: حالة الإضافة إلى المعرفة.
(٤) انظر: البحر المحيط ٤/ ٨٦ - ٨٧.
(٥) سقطت من (ت).
(٦) سقطت من (ت).
(٧) يعني: لما أضيفت "كل" إلى نكرة وهي رمان، أفادت أن كل فردٍ من أفراد الرمان مأكول، ولما أضيفت "كل" إلى المعرفة أفادت استغراق الأجزاء، أي: كل جزءٍ من أجزاء الرمان مأكول، وهو ليس بصحيح. فالمضافة للمعرفة تقتضي جميع الأجزاء، والمضافة للنكرة تقتضي كل الأفراد. وهذا المثال لا ينطبق على الدعوى؛ لأن الدعوى من المفرد المعرفة، و"الرمان" جمع. انظر: اللسان ١٣/ ١٨٦، مادة (رمن).
(٨) سقطت من (ت)، و (ص)، و (ك).

<<  <  ج: ص:  >  >>