للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومعنى العموم في هذا القسم كل فردٍ لا المجموع، و"كل" لا دلالة لها إلا على كل فرد، وهي نَصٌّ في كل فرد مما دلت عليه تلك النكرة، مفردًا كان أو تثنية أو جمعًا، ويكون الاستغراق للجزئيات بمعنى أن الحكم ثابت لكل [جزئي] (١) من جزئيات النكرة.

وقد يكون مع ذلك الحكم على المجموع لازمًا له (٢) (٣) كقولنا (٤): كل مشرك مقتول (٥). وقد لا يلزم كقولنا: كل رجل يُشْبعه رغيف. (وكلا الأمرين ليس من لفظ "كل" بل يظهر ذلك من معنى الكلام.

وقد تضافُ) (٦) "كل" لفظًا (٧) إلى معرفة، كقوله تعالى: {وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا} (٨)، وقوله - صلى الله عليه وسلم - حكاية عن ربه: " (يا عبادي كلكم


(١) في جميع النسخ: "جزء". والصواب ما أثبته؛ لأن دلالة العموم كلية فيكون استغراقها للجزئيات وهي الأفراد، أما الأجزاء فتكون تحت الكل، ولعل هذا سهو من المؤلف، أو خطأ من الناسخ.
(٢) سقطت من (ت).
(٣) أي: الحكم على كل فردٍ فردٍ قد يلزم منه الحكم على المجموع.
(٤) في (ت): "كقوله".
(٥) فيلزم منه أن مجموع المشركين مقتولون. ومثاله أيضًا حديث: "كل مسكر خمر". أخرجه مسلم في صحيحه ٣/ ١٥٨٧، كتاب الأشربة، باب بيان أن كل مسكر خمر.
(٦) سقطت من (ت).
(٧) أي: حال كونه لفظًا، راجع الإضافة المعنوية واللفظية في قطر الندى ص ٢٥٣، ٢٥٤، في باب الإضافة.
(٨) سورة مريم: الآية ٩٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>