للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

معنى (١)، وهو أولى من التأكيد (٢). ومن هنا يظهر أنها (٣) لا تدخل على (٤) المفرد المعَرَّف بالألف واللام إذا أُريد بكل منهما العموم (٥).

فإن قلت: فقوله - صلى الله عليه وسلم -: "كل ذلك لم يكن" (٦) هل يفيد نفيَ كلِّ واحدٍ أو المجموع؟

قلتُ: قد ظهر لك بما تقدم أنه يفيد نفي كلِّ واحد (٧)، فإن "ذلك"


(١) فعموم الألف واللام من جهة المراتب، وعموم "كل" من جهة الأفراد، وهذا تأسيس وهو أولى من التأكيد.
(٢) اعتُرِض على هذا الجواب بأنه يقتضي عدم جواز استثناء زيد في نحو: جاءني الرجال إلا زيدًا؛ إذ لم يتناوله لفظ الجمع؛ ولأن المحققين قالوا في نحو قوله تعالى: {وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}: إن معناه كلُّ فرد، لا كل جمع. قال البناني: "والجواب المرضي أن الجمع المعرَّف يفيد ظهور العموم في الاستغراق، وكلٌّ الداخلةُ عليه تفيد النصَّ فيه. شيخ الإسلام". انظر: حاشية البناني على شرح المحلي ١/ ٣٥٠. ويظهر لي ضعف هذا الاعتراض؛ لأن الكلام عن الجمع المعرف المسبوق بكل، لا عن الجمع المعرف وحده بدون كل، ومن ثَمَّ نشأ السؤال: هل نحمل "كل" على التأسيس أو التأكيد؟
(٣) أي: كل.
(٤) في (ت): "في".
(٥) انظر: البحر المحيط ٤/ ٨٨.
(٦) أخرجه أبو داود ١/ ٦١٧، في كتاب الصلاة، باب السهو في السجدتين، رقم ١٠١٥، بلفظ: "كل ذلك لم أفعل". وهذا جزء من حديث ذي اليدين، وهو في الصحيحين، وسيأتي تخريجه، لكن هذه اللفظة لم ترد فيهما، بل هي في سنن أبي داود رحمه الله.
(٧) انظر: مختصر المعاني للتفتازاني ص ٧٧ - ٨٢، وآداب البحث والمناظرة للشنقيطي ص ٢٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>