للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَاحْتُجَّ للمنقول عن ابن عباس بالقياس على التخصيص بغير الاستثناء، بجامع أنَّ كلًا منهما مخصِّص.

وأجيب بالنقض بالصفة، والغاية، وكذا الشرط، فإن هذا يقتضي جواز انفصالها، وهو باطل اتفاقًا.

وقد نَقَل الشيخُ أبو إسحاق عن الحسن وعطاء (١): أنهما جَوَّزا الاستثناء ما دام في المجلس (٢). وقال قوم بصحة الاستثناء المنفصل في كتاب الله, دون غيره (٣) (٤).


(١) هو عطاء بن أبي رباح واسمه أسلم، أبو محمد القرشيُّ مولاهم المكيّ. يقال: ولاؤه لبني جُمح. ولد لعامَيْن خلوا من خلافة عثمان رضي الله عنه. كان - رضي الله عنه - أسودَ أعورَ أفطسَ أشلَّ اليد أعرجَ، ثم عَمِي. وكان ثقةً فقيهًا عالمًا كثير الحديث، أدرك مئتين من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وكان أعلمَ أهلِ زمانه. بمناسك الحج. مات سنة ١١٤ هـ على المشهور. انظر: سير ٥/ ٧٨، تهذيب ٧/ ١٩٩، تقريب ص ٣٩١.
(٢) انظر: التبصرة ص ١٦٣.
(٣) انظر: المنخول ص ١٥٧، البحر المحيط ٤/ ٣٨١، نهاية الوصول ٤/ ١٥١٤، الإحكام ٢/ ٢٨٩، وحجة من قال بهذا: أن كلام الله تعالى في الأزل واحد؛ لا ينقطع، ولا انفصال فيه، والتقدم والتأخر إنما هو في الوصول إلى المخاطبين. قال الغزالي: "وهذا فاسد؛ لأن القرآن نزل على لسان العرب، ونحن نتكلم في الألفاظ، فلا نفهم منها إلا ما يُفهم من كلام الرسول - صلى الله عليه وسلم -". انظر: المنخول ص ١٥٨.
(٤) انظر المسألة في: المحصول ١/ ق ٣/ ٣٩، الحاصل ١/ ٥٣٧، التحصيل ١/ ٣٧٣، نهاية الوصول ٤/ ١٥١٠، نهاية السول ٢/ ٤١٠، السراج الوهاج ١/ ٥٣٩، البرهان ١/ ٣٨٥، المستصفى ٣/ ٣٧٩ (٢/ ١٦٥)، الوصول إلى الأصول ١/ ٢٤٠، الإحكام ٢/ ٢٨٩، التلخيص ٢/ ٦٣، إحكام الفصول ص ٢٧٣، بيان المختصر ٢/ ٢٦٦، نشر البنود ١/ ٢٤٤، تيسير التحرير ١/ ٢٩٧، فواتح الرحموت ١/ ٣٢١، ميزان الأصول ص ٣١٢، شرح الكوكب ٣/ ٢٩٧، العدة ٢/ ٦٦٠، المسودة ص ١٥٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>