للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الزيوف - فإنه يصح وإن كانت الزيوف أكثر (١).

سَلَّمنا (٢)، ولكنا نقول: المستثنى في الاثنين (٣) أقل، أما قوله: {إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ} (٤) فيشمل كلَّ العباد المخلصين من بني آدم؛ لقوله: {مِنْهُمُ} إشارة لبني آدم، ومعلوم أن المخلصين من بني آدم أقل.

وأما قوله: {إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ} فالمستثنى أقل أيضًا؛ لأن قوله: {عِبَادِي} يشمل الملائكة؛ لكونه اسمَ جنسٍ أضيف، ومعلوم أنَّ كلَّ الغاوين أقلُّ من الملائكة وحدهم، فكيف إذا أضيف إليهم صالحو بني آدم! فتحرر أنه استثنى الغاوين من كل عباده، وهم أقلُّ مِنْ مخلصيهم؛ لدخول الملائكة في المخلصين، ومعلوم أنهم أكثر مِنْ غيرهم. قال عليه السلام: "أطَّتِ السماء (٥)، وحُقَّ لها أن تَئِطَّ، ما فيها موضع شِبْرٍ إلا وفيه مَلَكٌ يسبح الله" (٦).


(١) والاستثناء في الآية غير مصرح بعدده.
(٢) أي: سلمنا صحة استثناء الأكثر في العدد.
(٣) أي: في الموضعَيْن من الآيتين.
(٤) سورة ص: الآية ٨٣.
(٥) قال النووي رحمه الله تعالى: الأَطِيط: صوت الرَّحْل والقَتَب وشِبْههما. ومعناه: أن كثرة مَنْ في السماء من الملائكةَ العابدين قد أثقلَتْها حتى أَطَّت. اهـ، والرحل: هو ما يشد على البعير، ويوضع عليه الحمل. ومثله القتب. قال ابن علان: "أجرى المصنف (أي: النووي) الكلام على ظاهره. قال ابن الأثير في "النهاية": وهذا مَثَل وإيذان بكثرة الملائكة، وإن لم يكن ثَمَّ أطيط، وإنما هو كلامُ تقريبٍ أريد به تقرير عظمة الله تعالى". انظر: دليل الفالحين ٢/ ٣٠٢، النهاية ١/ ٥٤.
(٦) أخرجه ابن مردويه من حديث أنس رضي الله عنه. انظر: صحيح الجامع ١/ ٢٣٥، وأخرجه أحمد في المسند ٥/ ١٧٣، والترمذي ٤/ ٤٨١ - ٤٨٢، في كتاب الزهد، =

<<  <  ج: ص:  >  >>