للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

غاية الشيء: طرفه ومنتهاه (١). وإنما أعاد المصنفُ الضميرَ في طَرَفه على الشيء وهو غير مذكور للعلم به. وألفاظ الغاية: حتى (٢)، وإلى (٣)، كقوله تعالى: {حَتَّى يَطْهُرْنَ} (٤)، {حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ} (٥)، {وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ} (٦)، {ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيامَ إِلَى اللَّيْلِ}.

وحكم ما بعد الغاية مخالفٌ لما قبلها، وإلا لم تكن الغايةُ غايةً، بل وسطًا، هذا خُلْف.

وأما الغاية نفسها هل تدخل، كقولك: أكلتُ حتى قمتُ، هل يكون القيام محلًا للأكل (٧)؟ فيه مذاهب:


(١) انظر: لسان العرب ١٥/ ١٤٣، مادة (غيا).
(٢) وهو إذا كانت بمعنى إلى. انظر: نهاية السول ٢/ ٤٤٧، مغني اللبيب ١/ ١٤١.
(٣) زاد في شرح الكوكب (٣/ ٣٤٩) اللام، كقوله تعالى: {سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّت} أي: إلى بلد. وأو، كقول الشاعر: لأستسهلن الصعب أو أدرك المنى. أي: إلى أن أدرك المنى.
(٤) سورة البقرة: الآية ٢٢٢.
(٥) سورة القَدْر: الآية ٥.
(٦) سورة المائدة: الآية ٦.
(٧) هذا التحرير لمحل النزاع اتبع فيه الشارح القرافي رحمهما الله تعالى، وسيأتي بعد قليل نَقْلُ الشارح اعتراضَ القرافي على الإمام في جعله محل النزاع فيما بعد الغاية. وكثير من الأصوليين يذكرون محل الخلاف فيما بعد الغاية. وظاهرٌ أن المراد واحد عند الجميع، إذ المراد عندهم - وهو محل الخلاف - هو المذكور بعد أداة الغاية، سواء سميناه الغاية كما يقول القرافي والشارح، أو سميناه ما بعد الغاية، كما هو فعل كثير من الأصوليين، لكن تسمية القرافي والشارح أدلُّ على المقصود، وأدق في تحرير محل النزاع.

<<  <  ج: ص:  >  >>