للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الوالدَ، فانزعج، وقال: خرجنا من الجدِّ إلى اللعب، لا والله، عبد الوهَّاب شابٌّ ولا يستحق الآن هذه الطبقة، اكتبوا اسمه مع المبتدئين، فقال له شيخنا الذهبي: والله هو فوق هذه الدرجة، وهو محدِّث جَيِّد. هذه عبارة الذهبي، فضحك الوالد، وقال: يكون مع المتوسِّطين" (١).

وهذا شيخه شمس الدين ابن النقيب - رحمه الله تعالى - يُجيزه بالإفتاء والتدريس وهو لم يبلغ الثامنة عشر من عمره.

يقول الحافظ شهاب الدين ابن حجي (٢): أخبرني أن الشيخ شمسَ الدين بن النقيب أجازه بالإفتاء والتدريس. ولما مات ابن النقيب كان عمر القاضي تاج الدين ثمان عشرة سنة (٣).

وقال الحافظ ابن حجي رحمه الله: "خرَّج له ابن سعد مشيخةً، ومات قبل تكميلها، وحَصَّل فنونًا من العلم من الفقه والأصول، وكان ماهرًا فيه، والحديث والأدب، وبرع وشارك في العربية، وكان له يدٌ في النظم والنثر، جَيِّدَ البديهة، ذا بلاغةٍ وطلاقةِ لسان، وجراءة جَنَان، وذكاءٍ مُفْرط، وذهن وقَّاد، وكان له قدرة على المناظرة" (٤).


(١) انظر: الطبقات ١٠/ ٣٩٩.
(٢) أحمد بن حجي بن موسى السعدي الحسباني، الإمام العالم العلَّامة، الحافظ المحقِّق، شيخ الشافعية شهاب الدين أبو العباس. ولد سنة ٧٥١ هـ، سمع الحديث من خلائق، وتتلمذ للتاج السبكي. من تصانيفه: "جمع المفترق"، "الدارس من أخبار المدارس". توفي سنة ٨١٦ هـ. انظر: طبقات ابن قاضي شهبة ٤/ ١٢.
(٣) انظر: طبقات ابن قاضي شهبة ٣/ ١٠٤ - ١٠٥.
(٤) انظر: طبقات ابن قاضي شهبة ٣/ ١٠٥ - ١٠٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>