للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(١). وقد تقدم الكلام على هذا الحديث، وقوله: "لا صيام لمن لم يُبَيِّت الصيام قبل الفجر" (٢)، وهذا الحديث لفظه هكذا غير معروف، ولكن رواه (٣) عبد الله بن أبي بكر بن عمرو بن حزم (٤) عن ابن شهاب عن سالم (٥) عن أبيه عن حفصة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من لم يبيت الصيام قبل الفجر فلا صيام له"، وهذا إسناد صحيح. قال الحاكم أبو عبد الله: على شرط البخاري. فحقيقة هذين الخبرين نَفْيُ ذاتِ الصلاةِ عند عدم الطهارة، وذاتِ الصومِ عند عدم النية المبيَّتة، وهذه الحقيقة غيرُ


= "لا صلاة إلا بفاتحة الكتاب". وقد مثل الجاربردي في السراج الوهاج (١/ ٦١٥) بنفس الحديث الذي مثل به الشارح، رحمهم الله جميعًا.
(١) سبق تخريجه.
(٢) سبق تخريجه.
(٣) في (ت)، و (غ): "روى".
(٤) هو عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري الخزرجي البخاري المدنيّ، أبو محمد الحافظ صاحب المغازي وشيخ ابن إسحاق. قال ابن عبد البر: "كان من أهل العلم ثقة فقيهًا محدثًا مأمونًا حافظًا، وهو حجة فيما نقل وحَمَل". مات سنة ١٣٥ هـ. انظر: سير ٥/ ٣١٤، تهذيب ٥/ ١٦٤، تقريب ص ٢٩٧.
(٥) هو سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب العدويّ، أبو عمر ويقال: أبو عبد الله المدني الفقيه. وأمه أمُّ ولد، ومولده في خلافة عثمان رضي الله عنه. قال ابن المسيب: "كان عبد الله أشْبَهَ ولد عمرَ به، وكان سالم أشبه ولد عبد الله به". وقال مالك: "لم يكن أحدٌ في زمان سالم بن عبد الله أشْبَه بمن مضى من الصالحين في الزهد والفضل والعيش منه". وهو أحد فقهاء المدينة السبعة. مات سنة ١٠٦ هـ في ذى القَعْدة، أو ذي الحِجة. انظر: سير ٤/ ٤٥٧، تهذيب ٣/ ٤٣٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>