للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومِن عليٍّ ومن عثمانَ وهْوَ فَتًى ... من أمة المُصطفى المبعُوثِ من مُضَرِ (١)

وقد سبق ذكر بعض قصيدته التي رَثَى بها والده - رحمهما الله تعالى - وهي ملحمة رائعة، يُضَمِّن فيها التاج أبياتًا للفرزدق - رحمه الله - فلا تكاد تفرِّق بين أبيات الفرزدق وسائر القصيدة.

يقول الحافظ ابن حجي رحمه الله: "وكان له يدٌ في النظم والنثر، جيدَ البديهة، ذا بلاغةٍ وطلاقة لسان" (٢).

وكذا يقول الحافظ ابن حجر رحمه الله: "وأجاد في الخطِّ والنظم والنثر. . . وكان ذا بلاغة وطلاوة اللسان. . . وكان جَيِّدَ البديهة طَلْق اللسان" (٣).

ويصف الحافظ ابن كثير - رحمه الله - فصاحة التاج وطلاقة لسانه، وهو عصريُّه وبلديُّه: "وفي يوم الجمعة سابع شهر ذي القَعْدة (٤) خطب بجامع دمشق قاضي القضاة تاج الدين السبكي خطبةً بليغةً فصيحةً أدَّاها أداء حسنًا، وقد كان يُحَسُّ من طائفة من العوام أن يُشَوِّشُوا، فلم يتكلم أحدٌ منهم، بل ضَجُّوا عند الموعظة وغيرها، وأعجبهم الخطيب وخطبته، وأداؤه وتبليغه ومهابته، واستمر يخطب هو بنفسه" (٥).


(١) انظر: الطبقات ٩/ ١٣٥ - ١٣٦.
(٢) انظر: طبقات ابن قاضي شهبة ٣/ ١٠٥ - ١٠٦.
(٣) انظر: الدرر ٩/ ٤٢٦.
(٤) من سنة ٧٦٤ هـ.
(٥) انظر: البداية والنهاية ١٤/ ٣١٨ - ٣١٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>