للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فعدم الصدقة إنما كان لعدم النجوى (١)، فلا يحصل الجواب بما ذكره الإمام.

فإن قلت: كيف لم يعمل غيرُ عليٍّ مِنْ أكابر الصحابة - بالآية قبل نسخها، كأبي بكر، وعمر، وعثمان (٢) رضي الله عنهم.

قلت: إن صَحَّ أنهم لم يعملوا بها - فإما لسرعة نسخها، وإما لأنهم فهموا أن المقصود الكفُّ عن المناجاة تعظيمًا للرسول - صلى الله عليه وسلم -؛ لأن سبب نزول الآية: أن المسلمين أكثروا المسائل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى شقوا عليه، وأراد الله أنْ يُخفف عن نبيه. كذا ذكره حبر الأمة ابن عباس رضي الله عنهما (٣)، فيكون كَفُّهم عن المناجاة مبالغةً في التعظيم. فإنْ قلتَ: لِمَ لا فَعَل عليٌّ - رضي الله عنه - ما فعلوه مبالغةً في التعظيم؟

قلت: لعل (٤) الضرورة ألجأته إلى المناجاة، وذلك غير مستبعد؛ لأنه كان قريبه الأقرب، وزوج ابنته، والعادة تقتضي (٥) بأن يكون أحوج إلى مناجاته - صلى الله عليه وسلم -.

واحتج أبو مسلم: بأنه تعالى وصف كتابه بأنه: {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ


(١) أي: فلا يدل على النفاق، كما يقول الإمام؛ لأن النفاق يكون عند عدم الصدقة مع النجوى، وهذا لم يحصل.
(٢) في (ص): "وعثمان وعلي". وذِكْر عليٍّ رضي الله عنه خطأ واضح.
(٣) انظر: تفسير ابن كثير ٤/ ٣٢٧.
(٤) سقطت من (ت).
(٥) في (ص): "تقضي".

<<  <  ج: ص:  >  >>