للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اليقين يَدِق مُدْرَكُه (١) عن عبارة الواصفين" (٢).

قال إمام الحرمين: "ولو قيل لأذكى خلق الله قريحةً وأحدِّهم ذهنًا: افصل بين حُمْرةِ وجه الغضبان، وبين حمرة المرعوب - لم تساعده عبارة في محاولة الفصل، فإن القرائن لا تبلغها غايات العبارات. وبهذا يتمهد ما قلناه مِنْ أن حصول العلم بصدق المخبِر لن يتوقف على حدٍّ محدود، ولا عددٍ معدود" (٣) (٤) والله أعلم (٥).

قال: (السابع: المتواتر: وهو خبر بلغت رواته في الكثرة مبلغًا


(١) بضم الميم، وهو مصدر ميمي، أي: إدراكه. قال في المصباح ١/ ١٠٦: "والمُدْرك، بضم الميم: يكون مصدرًا، واسم زمان ومكان، تقول: أدركته مُدْركًا، أي: أي إدراكًا. وهذا مُدْركه، أي: موضع إدراكه، وزمن إدراكه. ومَدَارك الشرع: مواضع طلب الأحكام، وهي حيث يُستدل بالنصوص والاجتهاد من مدارك الشرع، والفقهاء يقولون في الواحد مَدْرَك، بفتح الميم، وليس لتخريجه وجه".
(٢) انظر: البرهان ١/ ٥٧٥.
(٣) لأن العلم بصدق المخبِر متوقف على أمور، منها القرائن، والقرائن لا حد لها.
(٤) انظر: البرهان ١/ ٥٧٥ - ٥٧٦، مع بعض التصرف من الشارح رحمه الله تعالى.
(٥) انظر الفصل الأول في: المحصول ١/ ق ٣/ ٣٨٧، الحاصل ٢/ ٧٥٦، التحصيل ٢/ ١٠٦، نهاية الوصول ٧/ ٢٧٥٣، نهاية السول ٣/ ٥٧، السراج الوهاج ٢/ ٧١٥، مناهج العقول ٢/ ٢١٢، الإحكام ٢/ ١٢، ٣٢، البرهان ١/ ٥٧٤، ٥٨٣، المستصفى ٢/ ١٦٢ (١/ ١٤٠)، المحلي على الجمع ٢/ ١٢٤، البحر المحيط ٦/ ٩٣، شرح اللمع ٢/ ٥٧٨، شرح التنقيح ص ٣٥٤، إحكام الفصول ص ٣٢٩، العضد على ابن الحاجب ٢/ ٥١، ٥٥، تيسير التحرير ٣/ ٧٦، فواتح الرحموت ٢/ ١٢١، شرح الكوكب ٢/ ٣٤٨، المسودة ص ٢٤٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>