للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لحصول العلم بقولهم.

وبعضهم شرط عشرين؛ لقوله تعالى: {إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ} (١)، وعلى هذا المذهب العَلَّاف (٢)، وهشام بن عمرو الفُوَطي (٣)، لكنهما كما ذكر القاضي في "مختصر التقريب" شرطا مع ذلك أن يكونوا من المؤمنين الذين هم أولياء الله (٤). ونقل الإمام اشتراط العشرين عن أبي الهذيل (٥).


(١) سورة الأنفال: الآية ٦٥.
(٢) هو أبو الهُذَيْل محمد بن الهُذَيْل البصرىُّ العلَّاف، رأس المعتزلة، وصاحب التصانيف. من مقالاته الكفرية قوله بفَنَاء مقدورات الله عز وجل حتى لا يكون بعد فناء مقدوراته قادرًا على شيء، ولأجل هذا زعم أن نعيم أهل الجنة وعذاب أهل النار يفنيان ويبقى حينئذٍ أهل الجنة وأهل النار خامدين لا يقدرون على شيء، ولا يقدر الله عز وجل في تلك الحال على إحياء ميت، ولا على إماتة حي، ولا على تحريك ساكن، ولا على تسكين متحرك، ولا على إحداث شيء، ولا على إفناء شيء، مع صحة عقول الأحياء في ذلك الوقت. وأنكر الصفات المقدسة حتى العلم والقدرة وقال: هما الله. تعالى الله عما يقول علوًا كبيرًا. توفي سنة ٢٢٧ هـ.
انظر: سير ١٠/ ٥٤٢، الفرق بين الفرق ص ١٢١.
(٣) هو هشام بن عمرو الفُوَطيُّ - بضم الفاء وسكون الواو أو فتحها - أبو محمد المعتزليُّ الكوفيّ، مولى بني شيبان. من فضائحه قوله بتكفير مَنْ قال إن الجنة والنار مخلوقتان، وحَرَّم على الناس أن يقولوا: حسبنا الله ونعم الوكيل؛ لزعمه أن "الوكيل" يقتضي موكِّلًا فوقه. وهذا من الجهل باللغة؛ لأن الوكيل في اللغة بمعنى الكافي؛ لأنه يكفي موكِّله أمر ما وكَّله فيه. من مصنفاته: خَلْق القرآن، التوحيد، الأصول الخمس. انظر: سير ١٠/ ٥٤٧، الفرق بن الفرق ص ١٥٩، الفهرست ص ٢١٤.
(٤) انظر: التلخيص ٢/ ٣٠٠.
(٥) انظر: المحصول ٢/ ق ١/ ٣٧٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>