للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإما غَلَطُه: بأن أراد النطق بلفظٍ فسبق لسانه إلى سواه، أو وضع لفظًا مكان آخر ظانًا أنه يؤدي معناه.

وإما افتراء الزنادقةِ وغيرِهم مِنْ أعداء الدين، الذين وضعوا أحاديث تخالف العقول، ونسبوها إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ تنفيرًا للعقلاء عن شريعته المطهرة.

وقد يقع الوضع مِنْ متهالك على حب الجاه، كما وضعوا في دولة بني العباس - رضي الله عنه - نصوصًا دالةً على إمامة العباس وذريته.

ومن الغُواة المتعصبين مَنْ وضع أحاديث لتقرير مذهبه، ودَفْع خصومه (١).

ومنهم مَنْ جَوَّز وضع الأحاديث للترغيب في الطاعة والترهيب عن المعصية، فوقع منه الوضع في ذلك.

وأسباب الوضع كثيرة (٢)؛ لأنها تختلف باختلاف أغراض الفسقة المتمردين، والزنا دقة المبتدعين. والله أعلم (٣).


(١) مثل الكرَّامية، فإنَّ مذهبهم أنه إذا صَحَّ المذهب وظهرت حقيقته جاز وضع الأخبار لتصحيحه؛ لأن فيه ترويجًا للحق. انظر نهاية الوصول ٧/ ٢٧٩٦.
(٢) في (ت)، و (غ): "كثيرة والله أعلم".
(٣) انظر الفصل الثاني في: المحصول ٢/ ق ١/ ٤١٣، الحاصل ٢/ ٧٦٤، التحصيل ٢/ ١١١، نهاية الوصول ٧/ ٢٧٧٩، نهاية السول ٣/ ٨٨، السراج الوهاج ٢/ ٧٢٩، شرح الأصفهاني ٢/ ٥٣٣، مناهج العقول ٢/ ٢٢٥، الإحكام ٢/ ١٢، ٤١، المستصفى ٢/ ١٦٧ (١/ ١٤٢)، المعتمد ٢/ ٧٨، البرهان ١/ ٥٨٦، المحلي على الجمع ٢/ ١١٦، التلخيص ٢/ ٣١٥، شرح التنقيح ص ٣٥٥، منتهى السول ص ٦٧، ٧٣، العضد على ابن الحاجب ٢/ ٥١، ٥٧، كشف الأسرار ٢/ ٣٦٠، فواتح الرحموت ٢/ ١٠٩، شرح الكوكب ٢/ ٣١٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>