للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قلت: ستعرف أن مراسيل سعيد عندنا مقبولةٌ؛ لكونها مسانيد، وكذا مراسيل أبي سلمة بن عبد الرحمن. وهذا الحديث قد رُوي بهذا الإسناد مسندًا، فروى أبو عاصم الضحاك بن مخلد الشيباني (١)، وابن أبي قتيلة وعبد الملك الماجشون (٢) عن مالكٍ عن الزهري عن سعيدٍ وأبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: أنه قاله.

قال: (لنا: أن عدالة الأصل لم تُعلم فلا تقبل. قيل: الرواية تعديل. قلنا: قد يروي عن غير العدل. قيل: إسناده إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - يقتضي الصدق. قلنا: بل السماع. قيل: الصحابة أرسلوا وقُبِلت (٣). قلنا: لِظَنِّ السماع).


= وابن ماجه ٢/ ٨٣٤، كتاب الشفعة، باب إذا وقعت الحدود فلا شفعة، رقم ٢٤٩٧.
(١) هو الضَّحَّاك بن مَخْلَد بن الضَّحَّاك بن مُسلم بن الضَّحَّاك، أبو عاصم النبيل الشيبانيُّ مولاهم - ويقال: من أنفُسِهم - البصريّ. الإمام الحافظ شيخ المحدثين الأثبات. ولد سنة ١٢٢ هـ. قال أبو يعلى الخليليّ: "متفق عليه زُهدًا وعلمًا وديانة وإتقانًا". قال البخاري: سمعت أبا عاصم يقول: منذ عَقَلْتُ أنَّ الغيبة حرامٌ ما اغتبتُ أحدًا قطّ. توفي - رحمه الله - سنة ٢١٢ هـ. انظر: سير ٩/ ٤٨٠، تهذيب ٤/ ٤٥٠، تقريب ص ٢٨٠.
(٢) هو عبد الملك بن عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة بن الماجِشُون التيميُّ مولاهم، أبو مروان المدنيُّ المالكيُّ، تلميذ الإمام مالك - رضي الله عنه -. كان مفتي أهل المدينة في زمانه، وكان ضريرًا، قيل: إنه عَمِىَ في آخر عمره. قال ابن حجر رحمه الله: "مفتي أهل المدينة، صدوقٌ له أغلاطٌ في الحديث، من التاسعة، وكان رفيق الشافعي، مات سنة ثلاث عشرة" أي: ٢١٣ هـ. انظر: سير ١٠/ ٣٥٩، تهذيب ٦/ ٤٠٧، تقريب ص ٣٦٤.
(٣) في (ت): "وقُبِل".

<<  <  ج: ص:  >  >>