للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبان (١)، كما توهمه بعض الشارحين (٢).

ومن أمثلة المرسل: احتجاج المخالفين بحديث أبي العالية: أن ضريرًا دخل المسجد فوقع في حفرةٍ في المسجد، فضحك بعض مَنْ كان خلف النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "مَن ضحك منكم فليُعِد الوضوء والصلاة" (٣).

فنقول: أبو العالية تابعي، والمرسل عندنا لا حجة فيه.

فإن قلت: روى الشافعي عن مالكٍ عن الزهري عن سعيدٍ وأبي سَلَمة (٤): أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "الشفعة فيما لم يُقسم، فإذا وقعت الحدودُ فلا شفعة" (٥)، وهذا قد احتج به الشافعي، وهو سيد المنكرين للمراسيل.


(١) بل هو مغاير، كما بينته.
(٢) كالإسنوي رحمه الله تعالى، والصواب معه. انظر: نهاية السول ٣/ ١٩٩.
(٣) انظر: السنن الكبرى ١/ ١٤٨. وتلخيص الحبير ١/ ١١٥.
(٤) هو أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف القرشيُّ الزهريّ. قيل: اسمه عبد الله، وقيل: إسماعيل. ولد سنة بضع وعشرين. كان ثقةً فقيهًا، كثير الحديث مجتهدًا، كبير القدر حجة. أرضعته أم كلثوم أخت عائشة رضي الله عنهما، فعائشة خالته من الرضاعة. كان - رضي الله عنه - كثيرًا ما يخالف ابنَ عباس رضي الله عنهما، فحُرِم لذلك علمًا كثيرًا. توفي سنة ٩٤ هـ. وهو ابن ٧٢ سنة. انظر: سير ٤/ ٢٨٧، تهذيب ١٢/ ١١٥.
(٥) أخرجه البخاري في الصحيح ٢/ ٧٧٠، كتاب البيوع، باب بيع الشريك من شريكه، رقم ٢٠٩٩، وفي عدة مواضع أخرى. انظر الأرقام: ٢١٠٠، ٢١٠١، ٢١٣٨، ٢٣٦٣، ٢٣٦٤، ٦٥٧٥. وأخرجه مسلم ٣/ ١٢٢٩، في كتاب المساقاة، باب الشفعة، رقم ١٦٠٨. وأبو داود ٣/ ٧٨٤، في كتاب البيوع والإجارات، باب الشفعة، رقم ٣٥١٤. والترمذي ٣/ ٦٥٢ - ٦٥٣، كتاب الأحكام، باب ما جاء إذا حُدَّت الحدود ووقعت السهام فلا شفعة، رقم ١٣٧٠، وقال: هذا حديث حسن صحيح. =

<<  <  ج: ص:  >  >>