للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعن عمر - رضي الله عنه -: "إيَّاكم وأصحاب الرأي فإنهم أعداء الدين" (١).

وعن علي - رضي الله عنه -: "لو كان الدِّين بالقياس لكان باطن الخف أولى بالمسح من ظاهره" (٢) إلى غير ذلك من آثار كثيرة (٣).

والجواب: أنّ معارضة هذا الذّمّ لما ذكرناه أيضًا عنهم من العمل به إنْ ثبتت، فالجمع بين الدليلين أولى، فيحمل هذا على ما إذا كان القياس غيرَ مستجمع لشرائطه، وذلك على القياس المستجمع لشرائطه توفيقًا بين الدليلين، وهذا (٤) ما ذكره في الكتاب وهو جواب إجمالي.

وقد قيل: إن المعارضة غير ثابتة.

وأجيب: بوجه تفصيلي؛ أمَّا ما نُقِلَ عن أبي بكر فإنّما أراد به قوله


(١) رواه ابن عبد البر في بيان العلم وفضله ٢/ ١٤٤، وأخرجه الدارقطني في سننه في كتاب النوادر: ٤/ ١٤٦ الحديث رقم (١٢) والفقيه والمتفقه: ١/ ٤٥٣.
(٢) هذا الأثر أورده أبو داود بزيادة: "وقد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يمسح على ظاهر خفيه" رقم (١٦٢) ١/ ١١٤. وأورده الخطيب في الفقيه والمتفقه مرويًا عن عمر - رضي الله عنه - قال: "أصحاب الرأي أعداء السنن، لو كان الدين بالرأي لكان أسفل الخف أحق بمسحه من أعلاه". ١/ ٤٥٥.
(٣) منها على سبيل المثال: "ما رواه ابن عمر وابن عباس - رضي الله عنهم - قالا: "يذهب قراؤكم وصلحاؤكم ويتخذ الناس رؤساء جهالًا برأيهم" أخرجه ابن عبد البر في جامع بيان العلم ٢/ ١٣٣، وعن ابن عباس أيضًا: "إياكم والمقاييس، فإنما عبدت الشمس والقمر بالمقاييس" أخرجه ابن عبد البر في جامع بيان العلم: ٢/ ١٣٣، وأورد الخطيب آثارًا كثيرة ينظر الفقيه والمتفقه: ١/ ٤٤٩ - ٤٦٦.
(٤) في (ت): (وهو).

<<  <  ج: ص:  >  >>