للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صدور القياس بما قلناه وبغيره من الآثار الكثيرة التي لا ينكرها إلا معاند، وقد تواتر القدر المشترك منها (١).

قال القاضي في كتاب التقريب والإرشاد: وقد صار تمسكهم بالرأي وتسويغهم التعلق بطريق الاجتهاد مدركًا ضرورةً (٢)، كما أدرك اختلافهم على الجملة ضرورة، وإن كانت صورة الاختلاف نقلت آحادًا (٣).

واعترض الخصم على هذا الدليل، بأنه معارض بمثله، فإنه نقل عن الصحابة رضي الله عنهم أنَّهم ذموه أيضًا، وأنكروه كما روي عن أبي بكر - رضي الله عنه - أنه قال: "أيُّ سماء تظلني وأي أرض تقلني إذا قلت في كتاب الله برأيي" (٤).

وقوله: تظلني أي توقع عليَّ ظلًا، وتقلني معناها تحملني (٥).


= الولد ولا يجعل أب الأب بمنزلة الأب؟ إن شاء باهلته عند الحجر الأسود".
(١) يعني التواتر المعنوي لا اللفظي.
(٢) في (ص): مدرك ضرورة.
(٣) ينظر: تلخيص التقريب: ٣/ ١٩٤.
(٤) قال ذلك لما سئل عن قوله تعالى: {وَفَاكِهَةً وَأَبًّا} ينظر جامع بيان العلم: ٢/ ٥٢، وقال ابن عبد البر عقيبه: "وذكر مثل هذا عن أبي بكر الصديق، ميمون بن مهران وعامر الشعبي وابن أبي مليكة" وقد ساق الأثر ابن حجر في الفتح من طريق التيمي والنخعي وأعلهما بالانقطاع وقال: لكن أحدهما يقوي الآخر. ينظر فتح الباري: ١٣/ ٢٧١. وينظر الزيلعي في تخريج أحاديث الكشاف: ٤/ ١٥٨، وابن كثير في تفسيره ١/ ٥، ٤/ ٤٧٣، ومقدمة أصول التفسير لابن تيمية: ص ١٠٨.
(٥) ينظر معاني هذه الكلمات: الصحاح: ٥/ ١٧٥٥ مادة "ظلل" و ٥/ ١٨٠٤ مادة "قلل".

<<  <  ج: ص:  >  >>