للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الضرورية في حفظ النفوس؛ لأنّه لو لم يجب به القصاص لفات المقصود من حفظ النّفوس؛ لأنَّ من يريد قتل إنسان، والحالة هذه يَعْدِل عن المحدّد (١) إلى المثقل درءًا للقصاص عن نفسه، والمثقل ليست فيه زيادة مؤنة على المحدد حتّى يقال: لا يكثر به القتل (٢) بسبب تلك المؤنة كما يكثر في المحدد (٣) فعدم وجوب القصاص فيه لا يفضي إلى الهرج والمرج بل المثقل أسهل من المحدد لوجوده غالبًا من غير عوض (٤).

وأما الثاني: فكإيجاب القصاص على أحد الوجهين عندنا بالقتل بغرز الإبرة في غير مقتل بحيث لا يعقب ألمًا وورمًا (٥) ظاهرًا، وكذا إبانة فلقة (٦) خفيفة من اللّحم على ما ذكره إمام الحرمين (٧) ونظائر ذلك فإنّه يظهر منه أنَّه ليس من قبيل رعاية المصالح الضرورية، إذ لا يفضي ذلك إلى الهلاك إلا نادرًا فأشبه السوط (٨) الخفيف (٩).


(١) في (ت): المحدّ.
(٢) في (غ): النقل.
(٣) في (ت): المحدود.
(٤) ينظر المثال في نهاية الوصول: ٨/ ٣٢٩٩.
(٥) والورم: محركة: نتوء، وانتفاخ. ورِمَ كورث: انتفخ (القاموس المحيط: ص ١٥٠٦ مادة "ورم").
(٦) والفلقة: فَلَقَهُ يَفْلِقُه شقه وفي رجله فلوق شقوق، و {فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى} [سورة الأنعام ٩٥] خالقه أو شاقه بإخراج الورق منه. (القاموس المحيط: ص ١١٨٦ مادة "فلق").
(٧) ينظر: روضة الطالبين: ٩/ ١٢٤، ومغني المحتاج للشربيني: ٤/ ٥.
(٨) (السوط) ليس في (غ).
(٩) ينظر المثال في نهاية الوصول: ٨/ ٣٢٩٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>