للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القسمين أعني ثبوت الحكم أو نفيه في صورة وثبوته أو نفيه مطلقًا.

الأوّل: دعوى ثبوت الحكم في صورة معينة فينقضه النفي عن جميع الصور؛ لأن السالبة الكلية تناقض الموجبة الجزئية (١) ولا


(١) اعلم أنّ القضية في فن المنطق هي عبارة عن جملة خبرية. فالقضية مشتقة من القضاء وهو الحكم، وظاهر أن كلّ جملة خبرية لا بد أن تتضمن حكمًا موجبًا أو سالبًا.
فالكلية: هي القضية المسورة بسور كلي أي مقترنة بما يدلّ على أنّ الحكم فيها سيشمل جميع أفراد الكلّي.
والقضية الجزئية: هي القضية التي تكون مسورة بسور غير كلي، أي مقترنة بما يدل على الحكم يشمل بعض أفراد الكلّي فقط دون تعيين لأفراد هذا البعض، وربما يكون البعض هو الأكثر في عدد الأفراد من البعض الذي لا يشمله الحكم.
وكون القضية موجبة أو سالبة هو: إذا نظرنا إلى جانب الكيف في القضايا وجدنا أن النسب فيها إما أن تكون موجبة، وذلك إذا كانت هذه النسب خالية عن أدوات السلب (النفي) وإما أن تكون سالبة، وذلك إذا كانت هذه النسب منفية بتسليط أداة من أدوات السلب عليها.
مثال الكلية الموجبة: {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ}، {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ}، {وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ}، "كل بني آدم خطاء".
مثال الكلية السالبة: {لَا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ}، {لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ}، {مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ}، {وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ}.
مثال الجزئية الموجبة: {فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ}، {فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ}، {وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ}، {وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ}.
مثال الجزئية السالبة: {وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ}، {وَمَا بَعْضُهُمْ بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ}، {وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ}.
ينظر التفاصيل في: إيضاح المبهم: ص ٣٠، وضوابط المعرفة: ص ٦٨ - ٨٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>