المذهب الأول: غير مقبول، ولا يعد قادحًا، وهو مذهب جمهور الحنفية وبعض الشافعية. (ينظر: كشف الأسرار: ٤/ ٤٦، وأصول السرخسي: ٢/ ٢٣٤، التلويح على التوضيح: ٢/ ٨٩). المذهب الثاني: الفرق يؤثر في العلّة ويقدح فيها مطلقًا وهو مذهب جمهور الشافعية وكثير من الأصوليين. لكنهم مختلفون قي بناء هذا القول إلى فرقين: الفريق الأول ويمثله أبو إسحاق الشيرازي، وتبعه الباجي: يرى أن الفرق ليس سؤالا مستقلًا بل هو سؤالان، فهو من باب المعارضة في الأصل والفرع لأن لكل معارضة سؤالًا. (ينظر: الملخص: ٢/ ٧٥٨ - ٧٦٦، المعونة: ص ٢٦٢ - ٢٦٥، والمنهاج للباجي: ص ٢٠١). الفريق الثاني: وهم الأكثرون ويمثله إمام الحرمين وصاحبنا ابن السبكي وابن الحاجب والإسنوي والصفي الهندي، يرون أنه اعتراض صحيح وقادح سواء قلنا بأنه سؤال أو سؤالان. يقول الجويني في (البرهان: ٢/ ١٠٦٧) "المذهب الثالث وهو المختار عندنا وارتضاه كل من ينتمي إلى التحقيق من الفقهاء والأصوليين: إن الفرق صحيح مقبول وهو إن اشتمل على معارضة معنى الأصل ومعارضة علة الفرع بعلة فليس المقصود منه المعارضة وإنما الغرض منه مناقضة الجمع" وابن السبكي يقول في جمع الجوامع مع حاشية البناني ٢/ ٢٣٠: "والصحيح أنه قادح وإن قيل إنه سؤالان". المذهب الثالث: ذكره الإسنوي وهو عبارة عن تفصيل للفرق حيث قسموا الفرق إلى قسمين: =