للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العقول ولا وجود لها في الخارج.

ويلزم من كونها عدمية أنْ يكون انتفاؤها وجوديا فإنّ العدم والوجود نقيضان ولا بد وأن يكون أحد النقيضين وجوديًا وإذا كان انتفاؤها وجوديا فلا يجوز أنْ يكون (١) عدم كلّ جزء علّة له (٢)، لأنَّ الأمور العدمية لا تكون علّة للأمر الوجودي (٣) هكذا قرره العبري (٤) وغيره من شارحي الكتاب (٥)، وهو أولًا: ضعيف؛ لأنّه ليس بأولى من قول المعترض: العلية أمر وجودي؛ لأنَّ نقيضها وهو عدم العلية عدمي


(١) (أحد النقيضين وجوديًا وإذا كان انتفاؤها وجوديا فلا يجوز أنْ يكون) ساقط من (غ).
(٢) (له) ليس في (ت).
(٣) ينظر شرح العبري على المنهاج (الجزء الثاني) بتحقيق محمود حامد محمد عثمان: ص ٥٣٨.
(٤) والعبري هو عبيد الله بن محمد الهاشمي الحسيني الفرغاني الشريف المعروف بالعبري بكسر العين المهملة وسكون الباء الموحدة الملقب ببرهان الدين. سمي بالعبري نسبة إلى عبرة بطن من الأزد ولد بتهريز ودخل بغداد. ومن مصنفاته: شرح طوالع الأنوار للبيضاوي وشرح الغاية القصوى في دراية الفتوى في فقه الشافعية للبيضاوي وغيرها. توفي رحمه الله في غرة ذي الحجة سنة ٧٤٣ هـ وقيل في شهر رجب من نفس العام.
ينظر ترجمته في: الدرر الكامنة لابن حجر: ٣/ ٤٧ - ٤٨، وشذرات الذهب: ٦/ ١٣٩، والبدر الطالع للشوكاني: ١/ ٤١١ - ٤١٢.
(٥) ينظر: نهاية السول للإسنوي: ٣/ ١١٢، ومنهاج العقول للبدخشي: ٣/ ١١٢، ومعراج المنهاج للجزري: ٢/ ٢٠٣ - ٢٠٤، والسراج الوهاج للجاربردي: ٢/ ٩٦٢، وشرح المنهاج للأصفهاني: ٢/ ٧٣٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>